عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

مع تعدد المصادر الإعلامية فى عصرنا الحديث، وتنوع أشكالها، أصبح كل المشتغلين بالعمل الإعلامى وخاصة العاملين فى الجانب الأخبارى، يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بالسرعة فى نقل الأخبار وفى التحقق من صدقها. ولا شك أن السرعة فى نقل الأخبار أصبحت متحققة بدرجة هائلة منذ دخول عصر الإنترنت وانتشار آلياته بدرجة كبيرة بين الجماهير التى أصبحت تمتهن العمل الإخبارى بمجرد امتلاك حساب شخصى فى أحد الوسائط الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك. ولم يعد الأمر يقتصر على كتابة أسطر من الأخبار الشخصية أو الآراء على هذه الوسائط، ولكن التكنولوجيا الحديثة أتاحت لأولئك المحررين الجدد الاستعانة بما يلتقطونه من صور لمواقع الأحداث لإكمال مهامهم الصحفية. ونظرًا لأن هؤلاء الوافدين على مهنة الصحافة، أو معظمهم على الأقل، لم يحصلوا على التعليم ولا التدريب اللازم للعمل الإعلامى، كما أن أعمالهم لا تخضع للتدقيق أو المراجعة اللازمة للعمل الصحفى، فإن أعمالهم فى معظمها تفتقر إلى الدقة المطلوبة وبالتالى إلى المصداقية.

وعلى الرغم من معاناة أخبار شبكة الإنترنت من هذا العيب الخطير، فإن تمتعها بميزة السرعة الفائقة أتاح لها قيادة العمل الإخبارى، بحيث أصبح الجانب الأكبر من متابعى الأحداث يلاحقونها من مصادر النت اللكترونية بدلا من شاشات التلفزيون وأجهزة الراديو. وبالتالى اختلطت الأخبار الحقيقية بالأخبار الزائفة أو المفبركة، وأصبح من العسير التفرقة بينهما. ومما زاد الطين بلة أن الصحف ووسائل الإعلام التقليدية، فى بحثها عن التفوق فى ظل المنافسة الشرسة، أصبحت تعتمد على الوسائط الاجتماعية فى الحصول على الصور والأخبار، غير عابئة بتحرى الدقة أو التيقن من صدقية هذه المصادر. وقد أدى ذلك إلى فضيحة مدوية كانت أطرافها عدة مؤسسات صحفية وإعلامية كبرى، عامة وخاصة، مما حدا بالمجلس الاعلى لتنظيم الإعلام إلى إجراء تحقيق فى الأمر. فقد جاء فى الخبر المزيف الذى نشره أحد المواطنين على حسابه فى تويتر أنه تم تعيين الدكتور مهندس محمد عبدالعزيز «والده» وزيرًا للنقل والمواصلات، وأن حلف اليمين بعد غد. وادعى أن حيثيات التعيين تعود إلى أنه صاحب إنشاء جميع محطات وأنفاق السكة الحديد المطورة بفرنسا، وأنه وراء الطفرة فى السكك الحديدية فى السويد على مدار ١٨ سنة وحاصل على الأوسمة العليا من فرنسا فى السكك الحديدية. وعلى الرغم من أن هذا الشخص متوفى منذ ١١ عامًا، وأن هذه السيرة الذاتية فضلا عن الخبر المصاحب لها من تأليف وتلحين ابنه خالد، فقد تورطت العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية الكبرى فى نقل ونشر الخبر كما هو.

وبالتالى باتت عرضة لمساءلة المجلس الأعلى للإعلام لترويجها أخبارًا كاذبة. وقد كشف مسئولو المجلس النقاب عن إجراء بعض التحقيقات مع عدد من القنوات التلفزيونية بسبب سرقة حقوق الملكية الفكرية إلى جانب مخالفة المواقع الإلكترونية للمعايير والأكواد الخاصة بالمجلس. وهكذا وقعت مؤسسات إعلامية وصحفية كبيرة فى نفس الخطأ الذى تتردى فيه المواقع الإلكترونية. وبدلا من أن تعمل هذه المؤسسات على كسب ثقة الجماهير من بوابة المصداقية فإنها خسرت هذه الميزة بالهرولة وراء أخبار كاذبة دون أن تبذل أى جهد للتأكد من صحة الأخبار. إن وقوع المؤسسات الصحفية والإعلامية الكبرى فى شرك الأخبار الكاذبة ليس جديدًا، فقد سبق وأن وقعت فى حبائله مؤسسات كبرى مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز. ولكن مع طوفان الأخبار التى تحملها شبكات الإنترنت فى كل ثانية ينبغى الانتباه جيدًا، وإلا فإن العواقب بالغة الخطورة.