رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. فكيف بمن يلدغون من نفس الجحر مرات متتاليات وعلى فترات متتكررة.. أكتب مرة أخرى عن بلاوى إحدى أهم وأكبر وسائل مواصلات بالدولة.. كانت المحروسة ثانى دولة على مستوى العالم تدخلها منظومة النقل بالسكك الحديدية!!.. هذه الحوادث غير المنطقية التى تقع وتهل علينا بصفة دورية لم يسبق لها مثيل فى العصر الليبرالى العظيم!.. كان هذا المرفق يمول الدولة المصرية بأرباحه ولم يحدث أن حقق أية خسائر فيما قبل الأحداث السوداء التى انفجرت فى أربعاء 23/7/52!.. كان سائقو القطارات من ذوى الخبرة الحقيقية ولم يكونوا من حملة المؤهلات!.. نعم كانت هناك أيضًا حوادث قطارات ولكنها أبدا لم تكن بهذه البشاعة والتكرار!!

 الاحتمالات الواردة قد تكون خطأ بشرياً واضحاً وفادحاً.. أو عدم صلاحية الجرار أصلا للتحرك الآمن.. أو أن تكون قد أجريت عليه صيانة غير مكتملة.. أو حدوث أعطال فنية بالتحويلات shunts أو بعدادات البيان.. السرعة.. الضغط – درجة الحرارة.. رصد حالة الالتزام أو عدمه بين أقسام السيموفورات.. أكشاك المراقبة ومدى جاهزيتها.. العدادات الدالة معطلة كلها أو بعضها.. أنظمة التحكم.. الصيانة الدورية والوقائية.. الكشف على الجرارات فنيًا قبل خروجها من الورشة متوجهة إلى المحطات.

أجهزة مرور القاطرات لا تقتصر على السيمافورات Semaphore التى تشير فى وضعها الرأسى بالمرور والأفقى بالتوقف وفيما بينهما بالاقتراب.

يجب أن تكون حركة كل قطار منضبطة ومراقبة تمامًا بين كل سيمافور وآخر.. وأن يتواجد لوحة بيانات بكابينة قيادة القاطرة توضح ما هو أمامه..

كيف يكون هكذا حال المحروسة عندما تكون هى صاحبة أعلى نسبة وفيات وإصابات فى حوادث السيارات وأعلى إسالة دماء للأبرياء على الطرقات!.. وهنا أشير إلى عدة أسئلة بخصوص السائق عن تاريخ التحاقه بهيئة السكك الحديدية وما هى سنه فى تاريخ الحادث وما هى مؤهلاته وخبراته ومن سمح وأعطاه الرخصة المعتمدة لقيادة قاطرة.. الفرق التدريبية الحاصل عليها وإن كان مؤهله (دبلوم فنى) فمن أى مدرسة تخرج وبأى قرية أو مدينة تقع هذه المدرسة!!.. غنى عن البيان أن تكرار ما حدث منذ عدة سنوات خلت عن طلبة وطالبات يحملون مؤهلات ولا يجيدون حتى كتابة أو ملء استمارة بيانات! واتضح أنهم كانوا لا يحضرون إلى المدارس وينتقلون للسنوات الأعلى أتوماتيكيًا بما فيها امتحانات التخرج.. أيعقل أن يكون بكل قرية أو كفر مدارس ثانوية وصناعية وتجارية دون مقومات بنية أساسية وبشرية فاعلة وقادرة علمياً.. علمياً.. علمياً؟!!

عود على بدء.. بديهى أن يكون مدير هيئة السكك الحديدية من خريجى الأقسام الميكانيكية بكليات الهندسة وأن تكون له خبرة معتمدة ومعتبرة اكتسبها فى عمله بالورش المركزية الرئيسية بالهيئة وله إنجازات بها وفيها.. هل ما حدث جهل أم إهمال أم يتمثل فى كليهما!!.. كيف يتوقف نزيف الدم على الأسفلت وفوق القضبان؟!.. أبالشجب أم تغليظ العقوبات على أكباش فداء أم ماذا؟!.. أشارت مصادر إلى أن الدولة تتعامل مع الحادث بأعلى مستويات الدقة!!، وكان الأولى والأجدى أن تكون أعلى مستويات الدقة مطبقة وموجودة على أرض الواقع لمنع هذا الحادث بداية ومسيرة وانتهاء!!..

أما وقد وقعت الواقعة وحلت الكارثة وسقط فيها أبرياء لقوا حتفهم حرقًا وفرمًا للعظام، فأين التحليلات العلمية والفنية.. أين طفايات الحريق فى ساحة أكبر محطة سكة حديد بالجمهورية.. كيف يستعان بالمياه وأقمشة وستائر أو بطاطين لإخماد النيران المشتعلة بالأجساد بلفها لمنع وصول الهواء إليها!!.. الجديد فى الكارثة المروعة أن الوفيات طالت ركاباً منتظرين على الرصيف وليسوا فقط من هم بداخل القطار.. انفجار تنك السولار بالجرار.. سرعة القطار وتزايد عجلة السرعة والاندفاع وارتطامه وعربة القدرة power التى خلفه بمصدات نهاية الرصيف واحتراق بعض المكاتب والأكشاك على الأرصفة المحصورة، هى مسئولية الفنى الملاحظ وعماله والمهندس المشرف وكبير المهندسين وكل قيادات الهيئة.. كيف خرج الجرار من ورش أبوغاطس وهى مجاورة للمحطة.. هل الكاميرات المتواجدة على الرصيف التى حدثت عنده الكارثة.. سليمة أم معطلة؟!