رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

وضع الرئيس الأمريكى دونالد ترمب دول أوربا كلها فى خانة اليك، عندما دعاها دون استثناء إلى استقبال شبابها الذين انضموا إلى تنظيم داعش فى سوريا!.. فهؤلاء الشباب كانوا قد انضموا إلى التنظيم، بامتداد سنوات معدودة على أصابع اليد الواحدة مضت، فلما انهزم عسكريًا فى مواقعه المنتشرة غرب العراق وشرق سوريا، جمع الأكراد ٨٠٠ من الشباب الدواعش فى معسكرات هناك، فى انتظار أن تأتى كل دولة أوربية وتتسلم كل داعشى يحمل جنسيتها!

صحيح أن ترمب تصرف بعكس ما يدعو الأوربيين إليه، ورفض استقبال الدواعش الأمريكيين، وخصوصًا الداعشية الأمريكية ذات الأصل اليمنى منى المثنى.. غير أن هذه قضية أخرى!

وقد بادرت كل عواصم أوربا، ورفضت دعوة الرئيس الأمريكى، وقالت ما معناه إن هؤلاء الدواعش المحتجزين يحب أن يخضعوا لمحاكمة فى أماكنهم، وأنها تخشى من استقبالهم على الأمن العام، ومن بين دول أوروبا سارعت بريطانيا، فأسقطت الجنسية البريطانية عن الداعشية شميمة بيجوم ذات الأصل البنجلاديشى!

ولكن هولندا انفردت دون الدول الأوروبية كلها بموقف تجاه دواعشها، يثير الانتباه حقًا.. فلقد أعلنت أن أى موقف تتخذه أى دولة أوروبية فى هذا الملف، هو موقف يخص أصحابه، أما بالنسبة لها هى، فإنها لن تلتزم إلا بما تراه وبما تتخذه، وأنها سوف تستقبل الشاب الهولندى يوجو ريديك، الذى كان قد انضم إلى التنظيم قبل أربع سنوات، وقاتل فى صفوفه، ثم تخلى عنه، وطلب العودة إلى بلده!

أما ريديك فهو واحد من مئات الشباب الهولندى الذى ترك بلاده، وسافر إلى حيث مواقع داعش فى سوريا أو فى العراق، وانتظم فى صفوفه، بعد أن كان بالطبع قد آمن بأفكاره!

وميزة ريديك أنه تخلى عن التنظيم، بما يعنى أنه تخلى كذلك عن أفكار التنظيم الداعية إلى العنف، وهذا بدوره يعنى إعلان إفلاس الأفكار الداعشية على الملأ، وإلا ما كان الشاب الهولندى البالغ من العمر ٢٧ عامًا، قد جاهر بذلك، طالبًا العودة إلى حيث جاء!

وقد بدا مسئول هولندى على درجة ظاهرة من الوعى، عندما قال تعليقًا على حكاية هذا الشاب، أن بلاده سوف تستقبله، وأنها سوف: ترشده وتراقبه!

وهاتان الكلمتان هما الأصل الذى يجب التعامل على أساسه، مع كل شاب انخدع فى أفكار داعش وراح ينساق وراءها!

ذلك أن انكشاف التنظيم عسكريًا إذا كان بمثل مسألة مهمة، فانكشافه فكريًا أهم، لأنه فكرة قبل أن يتجسد فى تنظيم!