رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

 

بعد جهودِ ما يقرب من عشرين عامًا دون جدوى من أطراف عِدَّة؛ استطاعت مصر أن تنجح فى استضافة أول اجتماع لقادةِ وممثلى حوالى خمسين دولة من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى إلى جانب عدد من المؤسسات الأوروبية، وذلك على أرضها بشرم الشيخ، خلال يومَى الرابع والعشرين والخامس والعشرين من فبراير الماضى، برئاسة السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.

وبالعودة إلى الوراء قليلاً، وقبل شهور فى القاهرة، وتحديدًا فى شهر سبتمبر الماضى، حيث التقى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مستشار النمسا السيد سيباستيان كورتز، ورئيس المجلس الرئاسى للاتحاد الأوروبى السيد دونالد توسك، وكنتيجة وتثمين للجهود التى بذلَتْها مصر، وخاصة فيما يخص قضية الهجرة غير المشروعة؛ فقد حرص الأطراف على طرح فكرة أن يصبح العمل أكثر تعاونًا وتنظيمًا مع مصر؛ لتحقيق مجموعة من المصالح المشتركة، فجاء الاقتراح بأن تستعد مصر لتنظيم قمة أوروبية عربية موسعة.

وعلى الجانب الأوروبى، لعلَّنا نعلم أن قضايا مثل (الهجرة غير المشروعة، وتبادل المعلومات حول الإرهاب) باتت من أكثر المسائل التى تؤرِّق أوروبا فى الوقت الراهن، ولعلَّنا نعلم كذلك أن التعاون فى السنوات الماضية بين الجانب الأوروبى ودول شمال أفريقيا قد حقَّق لأوروبا نتائج مُرضِيَة - ولو بشكل جزئي- أمَّا على الجانب العربى فلا شك أن التعاون الاقتصادى مع دول الاتحاد الأوروبى سيكون له نتائجه الإيجابية، خاصة بالنسبة لدول شمال أفريقيا، ومن هنا جاءت دعوات لتمثيل بنك الاستثمار الأوروبى وعدد من رؤساء البنوك الأوروبية الأخرى.

وانطلاقًا من عنوان (أول قمة من هذا النوع) وهو: استثمارنا فى استقرارنا؛ فقد كان التركيز على تحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي, بالإضافة إلى التعاون الاستثمارى والتجاري؛ فهما عمودَا الخيمة لتلك القمة.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه علينا الآن، ربما يدور حول جدوى انعقاد تلك القمة فى ظِلِّ التحديات الضخمة والمتعددة المحيطة بالعالمين العربى والأوروبى، ولعل أبرز تلك التحديات هو الانقسام الواضح الذى تشهده أوروبا حاليًا؛ فقد لاحظنا على مدار بضع سنوات ماضية مدى ما أحدثته الانقسامات الداخلية من تشتُّت وعدم تماسك فى الكتلة الأوروبية, الأمر الذى ترجم عجز دول الاتحاد الأوروبى عن التوصُّل إلى - أو بمعنى أدق التوقيع على- إعلان سياسى مشترك فى الاجتماع الذى عُقِد فى بروكسل فى الرابع من فبراير الحالى، والذى جمع وزراء الخارجية الأوروبيين والعرب، فى حين كانت المفارقة الفريدة هى توقيع العرب بالإجماع على مسودة قرار مشترك! - وهو أمر نادر الحدوث- كما ندرك جميعًا. وأعتقد أنه من المفترض أن تلعب الدبلوماسية دورًا مهمًّا وحيويًّا مُكَمِّلاً فى الفترة القادمة للمُضِّى قُدُمًا فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولتحقيق قدر مُرْضٍ من المصالح المشتركة لكافة الأطراف.

وعلى أية حالٍ، فالقمة تؤسِّسُ لمرحلة جديدة من علاقات التعاون العربى الأوروبى المشترَك، وتؤكد على الدور المحورى لمصر فى المحيطَيْن العربى والأوروبي.