رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ـ إجرام.. إجرام الذى حدث فى محطة مصر.. أن تموت الضمائر ويحل محلها الاستهتار بأرواح أبرياء، ويحترق من يحترق ومش مهم لحم البشر فى عُرف مجرمين، تجمدت عقولهم وغاب تفكيرهم، وانتزعت من قلوبهم الرحمة والشفقة فكانوا مثل الشياطين بلا أرواح، كتبوا بطولة فى حادث بشع بإجرامهم واستهتارهم، صنعوا مشهدًا فظيعاً، أبكانا وأبكى كل المصريين، تمزقت قلوبنا من هول المأساة، ضربنا أخماساً فى أسداس عن هوية المجرم الذى أشعل النار فى قلوبنا، لا يمكن أن يكون بشرا مهما كان حجم الخطأ، لا يمكن أن يكون عاقلاً، لأن العاقل مسئول عن أرواح بنى آدمين.

- لكن أن يتسبب فى إشعال النار فى أجساد العشرات من الأبرياء المستسلمين لمجرد أنه سائق فى السكة الحديد  بدرجة مسطول.. المخدرات أكلت عقله وهو يعلم أن جراره يحمل خزانًا من الوقود ولو اصطدم بأى شيء صلب سيحول المنطقة إلى كارثة، يعرف خطورة جرار بلا سائق، ومع ذلك أدار ظهره له وانشغل فى حوار مع صديق، ومش مهم ما يحدث كأنه سيلحق بجراره ويعيده الى مكانه، ثم تحدث الكارثة.

-  الحادث كان أشبه بفصول مسرحية أبطالها مجموعة من الشياطين، انتزعت الرحمة من قلوبهم وبالمخدرات كانوا مغيبين، تركوا جراراً يزحف إلى رصيف المحطة فاندفعت اليه الكتل البشرية، ظنوا أنه جرار قطار الاسكندرية الذى ينتظرونه، منهم من حمل حقائبه واقترب من الرصيف، وعلى غير العادة يدخل الجرار مندفعًا، فيتراجع الركاب إلى الخلف وهم لا يعلمون بالذى كان يخفيه لهم قدرهم، فينفجر خزان الوقود من شدة الارتطام بالمصدات الحديدية، وتحدث الكارثة، تتحول المنطقة الى قطعة لهب، وتلفهم داخل بودقة مشتعلة لينصهروا وتنصهر معهم حقائبهم داخل كورة مشتعلة بالنيران، وفى ثوان لم تبق معالم لهم.. ورجال السكة الحديد واجمون من الصدمة، وتدق الأجراس، وتنطلق الصرخات من رجال ونساء، المحطة تحولت الى خلية من البشر بعد أن أكلت النيران الواقفين على الرصيف، وجثث متفحمة متناثرة بين الأقدام، سحابة كثيفة من الدخان حولت النهار الى ليل مظلم، وتتسابق سيارات الاسعاف فى نقل الجثث المتفحمة، وتمد فرق الانقاذ خراطيمها الى الجرار تحاول أن تخمد النيران التى ظلت مشتعلة بعد أن أنهت مهمتها وأكلت لحوم البشر، وتنتقل الاجهزة الأمنية وتفرض حزاما أمنيا، للحق المشهد الأمنى كان ممتازا فى الانتقال والانقاذ.

-  لكن ماذا حدث بعد الحادث.. كتل بشرية توافدت على المكان، موظفو السكة الحديد العاملون فى دواوين المصلحة تركوا مكاتبهم تحسباً لصعود النار اليهم، الهرج والمرج، الفوضى واللامبالاة بين الموظفين، منهم من كان يبكى على المشهد المحزن، ومنهم من كان يسبق فى جمع الاشلاء التى التصقت بالأرض، والسلطة الحاكمة رئيس الحكومة والوزراء ينتقلون للمكان، وكان وزير النقل المصدوم قد سبقهم، ويحاول ان يقترب من رئيس الحكومة ليشرح له ورئيس الحكومة يسمع فى صمت والحزن يكاد يمزق ملامح وجهه، فقد كان واضحا عليه ملامح الغضب.. وكون أن يكون رئيس الحكومة بهذا المنظر فهذا حقه كبشر، المنظر نفسه يهز مشاعر الكافر، فما بالك برجل مسئول عن الجهاز التنفيذى للدولة.. للحق أبدعت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وقد يكون هذا الحادث هو أول اختبار ضخم لها بعد حادث الهرم.. وللحق كانت رائعة فى توزيع الحالات الحرجة على المستشفيات.

-  وهنا يأتى السؤال.. وماذا بعد محكمة شمال القاهرة التى استسلم أمامها الشياطين الستة معترفين بجريمتهم.. رئيس المحكمة المستشار على مدحت أبوحسين، كان حازماً وهو يأمر بتجديد حبسهم ١٥ يوماً على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالقتل الخطأ والإهمال الجسيم الذى تسبب فى مقتل ٢٢ مواطناً وإصابة العشرات.. الذى يدهشك بعد اعترافاتهم يأتى دفاعهم ويطالب المحكمة بالافراج عنهم.. بالله ده كلام.

-  شفتم قلوباً بهذا الشكل ترق وتحن وتتعاطف مع قتلة، الدفاع يطلب الإفراج وهو يعلم أنهم مذنبون فقد أقروا أمام قاضى المعارضات أثناء نظر تجديد حبسهم بالاتهامات المنسوبة لهم والاهمال بوقوع مشاجرة بين السائقين وأن سائق الجرار ترك الجرار دون اتخاذ التدابير لإيقافه.. فى أكثر من كده دليلا على الادانة علشان بسلامته دفاعهم يطالب بإخلاء سبيلهم.. أكيد طلب إخلاء سبيلهم علشان يروحوا يعزوا أهل الضحايا.. أو يأخدوا نفسين.

[email protected]