عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

استيقظت على صوت خربشة فى باب بيتى الخارجي، فأسرعت نحو باب الشقة بالدور الثانى لاستطلع الأمر، ووجدت شاباً صغيراً يقف خلف الباب بعد قيامه بإغلاقه من الداخل، نزلت السلالم مسرعا، وأمسكت به بإحكام من شدة انفعالي، نظرت فى ملامحه، لم أتبين أنه ولد ولا بنت، سألته قولى الأول أنت ولد ولا بنت، كنت قد لاحظت اصفرار وجهه وطول شعره، قال فى لهفة يا عمو أنا بنت.. أنا بنت، متأكدة أنت بنت، قالت نعم انا بنت.. سألتها وكيف حضرتى هنا، قالت يا عمو افتح الباب فيه شباب بيخوفونى بالكلب فى الشارع، ولم أجد مفرا من فتح أقرب بيت احتمى  بسكانه، وقمت بإغلاق  الباب حتى ينصرف الشباب.

فتحت الباب فوجدت أربعة من الشباب أحدهم يجر كلبا بسلسلة، هو كلب لكن من الوهلة الأولى تقول عنه أسد، هل اختلط علىّ الأمر، قلت أنا يطلعلى أسد؟ تراجعت وقلت اذا كنت لم أتبين الولد من البنت من شدة خوفى على خبط الباب، فأنا أخاف من اثنين، الطرق على الباب، وجرس التليفون  أحياناً تأتينى أخبار غير سارة عن طريق هاتين الوسيلتين. سألت أحد الشباب ما هذا الحيوان؟ قال إنه كلب رامي، سألت مين فيكم رامى قال أحدهم أنا رامى، قلت فى انفعال ليلة أبوك  مهببة يا سى رامي، امشى بالحيوان ده حالا، وإلا أطلب لك قسم الشرطة، دخل معى رامى فى جدال سمحت له به لأعرف كيف  يفكر شباب هذا الزمن، طبعا كان رامى يلبس فوق رأسه فروة من شعر مجدول، وضفاير طويلة، وبنطلون  مقطع وذقنه طويلة وحالته غبرة.. فى سنة كام يا رامى؟ قال فى ثالثة إعدادى، وحكى لى عن فصيلة الكلب، وعن أكله، المهم كنت أستمع منه وجميع أعضائى تغلي، عاوز أنط فى كرش رامي، ولكن أنا فى سن والده أو أكبر كثيرا، قلت انصرف يا رامى بالكلب من هنا، حاول رامى يقول لى إنه واقف فى شارع الحكومة، نهرته بشدة، قلت له خد الحيوان ده من هنا وانصرف، قال وهو يجر الكلب بس متقولش حيوان. افتكرت وأنا أحاول دخول البيت أن البنت ما زالت خلف الباب ترتعد من الخوف، فطمأنتها ودعوتها للخروج، ومشيت وراءها بعض الخطوات لتأمينها ضد رامى وعصابته والكلب، انصرفت الفتاة ووجهت لى الشكر.

أمس قرأت ما يطمئن الفتاة وغيرها من فوضى الكلاب التى انفجرت مواسيرها فى كل اتجاه وخاصة الشارع القاهري، وباتت خطرا شديدا على حياة المواطنين، قرأت أن لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب دعت 4 وزراء و8 محافظين لاجتماع هام لمناقشة ظاهرة  انتشار الكلاب فى الشوارع، وقالت اللجنة برئاسة النائب أحمد السجينى إنها لن تفض اجتماعاتها إلا بعد اتخاذ قرارات تعيد الاطمئنان الى الشارع المصرى وتنهى فوضى الكلاب الضالة. مجلس النواب بدأ يقترب من المواطن، بعد قيامه بوضع يده على الآفة التى تنغص حياته وهى الإهمال والفوضي، وكما أن البرلمان  قرر القضاء على فوضى الكلاب فإنه بدأ أيضاً يضع يده على بعض نواحى الإهمال، ووضع السكة الحديد فى دماغه.

عندما لا يجد الإهمال والفوضى مكانا لهما فى حياتنا، نعود الى حياتنا الطبيعية وتبقى الدنيا.. وردي..  وردى لا خوف مع الحياة ولا حياة مع الخوف.