عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كان الأربعاء الأخير من فبراير الذى انقضى يوما للهول والعذاب والترويع  -  الفزع والنيران المضرمة لمن عاشوا الفزع  وقضوا ومضوا لبارئهم  شهداء فى كارثة ونازلة تتكرر لتلتهم ببساطة المزيد من أرواح المصريين ،وليبقى الألم والحسرة وانفطار القلوب لدى الأمهات والأبناء الذين فقدوا ذويهم فى أبشع أنواع الحوادث التى تحرص وزارة النقل وهيئة السكة الحديد على توافرها واستمرارها فى وقت تكاد تكون قد خلت من أنحاء العالم بتوافر أنظمة الأمان المتعدد الواقى والمانع من مثل تلك الكوارث.

 ***

هيئة سكك حديد مصر لها رئيس وعدد 8 أو9  نواب رئيس منهم نائب للسلامة والمخاطر  ونائب للبنية الأساسية، وتتبع كل نائب أربع أو خمس إدارات منها هندسة السكة والاشارات  والتشغيل والمناطق  والتحكم والتطوير  ولكل إدارة  رئيس  ووكلاء  ومهندسون على درجات مختلفة ----- فى كل الكوارث التى تحدث هل  أتى ذكر أى من هؤلاء؟ ---هل علمنا الخلل الموجود فى الاشارات وأخطاء الاتصالات ما هو شخصى وما هو نقص إمكانيات ----هل علمنا ادارة الورش  وعشوائياتها وأخطاءها ----هل ألقى الضوء على كوارث التشغيل  متضمنا معه التدريب والتطوير ----- واذا كان هؤلاء جميعا  أكفاء أطهارًا لا يعرفون الخطأ --- فكيف تحدث كل تلك الكوارث  ليتم تعليقها لدى سائق أوغفير مزلقان !!!

***

من المعروف أن جميع قيادات الهيئة والمناصب العليا يقضون أوقاتًا طويلة سنويا  فى سفريات الى  فرنسا وألمانيا وبولندا ورومانيا  للتدريب ومشاهدة أحدث تكنولجيا التحكم والتشغيل للسكة الحديد  وكذا رحلات شراء واستيراد القضبان والإشارات  والعربات والجرارات للاطلاع عليها و تصنيعها ----فهل يذهب كل هؤلاء للنزهة أم للتعلم والتطوير لإمكانياتهم وقدراتهم؟  وما أثر كل تلك البعثات على  نهوض  تشغيل الهيئة بمجملها ----  وما الذى  تم من محاسبة على الخطايا التى أودت بأرواح المصريين فى كل كارثة ------؟؟؟!!!

*** من المعلوم أيضا أن القطار لا يسير بمفرده بدون سائق لأن الضغط على الدواسة يكمل دائرة كهربائية فى الامان للحركة وفى حالة وفاة أو إصابة السائق بنوبة مرض قد تفقده التحكم فيحدث إبطاء وتوقف الا اذا تم استبدال هذا بملاوينة بلدى أو بأى طريقة من طرق الفهلوة ---وكذا هناك عوامل أمان وتوقيف متوفرة للقضبان عند الاقتراب من الرصيف النهائى وكذا للصدادات ويوجد نظام امان للاشارات تمنع دخول القطارات بما لا يجاوز السرعات القانونية المسموحة ------ فهل تم مراجعة كل هذا والمساءلة مع المسئولين عنها  ------- الغياب المستمر للمساءلة والحساب أودى بأبناء الوطن الى  تلك المحارق المتكررة بلا شفقة أو رحمة  -----!!

***

 تكرر استقالة وزراء النقل  يعنى أن كل هؤلاء الوزراء لم يتعلموا من الدرس السابق ولم يكثفوا اهتمامهم على هذا المرفق الخرب فى ضبط الأداء وتوفير الإمكانيات  وتلك نتيجة طبيعية لانحدار معنى المسئولية واختفاء مفهوم المحاسبة على الصعيد القانونى أو السياسى بالمعنى البرلمانى والشعبى .

رحم الله شهداء الوطن  وخفف المصاب والكارثة عن ذويهم وعن المصابين بالصبر واكتمال الشفاء وهو العزيز القادر الجبار.