رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تعكف إدارة ترامب حاليا على تحقيق مطالب إسرائيل في أن تستمر ديمومة احتلالها للجولان، فمنذ فبراير من العام الماضى يمارس نيتانياهو الضغط على ترامب لحمله على اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان على غرار القرار الذى اتخذه ترامب في السادس من ديسمبر 2017 وأعلن بموجبه القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل. بل وسارع يومها بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ترسيخا للقرار. وها هو مجلس الشيوخ يجهز من أجل العمل على الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة. ويجرى هذا دون الاكتراث بمخالفة ذلك للشرعية الدولية، فالمهم هو دعم إسرائيل الحليف الأبدى للولايات المتحدة.

ولا شك أن الموضوع يثير عدة تساؤلات ومنها ما هي القيمة القانونية لمثل هذه الخطوة فيما إذا اتخذت بالنسبة للقانون الدولى؟ وهل يمكن أن تأتى هذه الخطوة في اطار ما يسمى بصفقة القرن التي قيل بأنها ستعلن في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في ابريل القادم؟ وماذا عن تداعيات تنفيذ هذا المشروع على المستويين الاقليمى والدولى؟ ثم كيف ستتعامل روسيا مع هذه الخطوة فيما إذا حدث وتم اتخاذها؟ وما هي تداعيات هذا التطور الخطير على المنطقة فيما إذا وصلت الأمور إلى حد التصادم؟ لا سيما أن التصادم لو حدث لن يقتصر على سوريا فحسب وإنما سيتعداه إلى المنطقة كلها لتصبح على أبواب مجابهة حتمية على الأقل سياسية ودبلوماسية. بل وقد تصل إلى مجابهة عسكرية بين الجيش العربى السورى والجيش الاسرائيلى لا سيما بعد أن تجاوزت الدولة السورية الأزمة وأمكنها أن تسيطر على أراضيها المحاذية للجولان.

بات من المؤكد اليوم أنه فيما إذا أقر أعضاء الكونجرس الأمريكي الاعتراف بالجولان كجزء من إسرائيل فإن هذا سيؤدى إلى تفاقم الوضع في الشرق الأوسط لا سيما وأن سوريا وحلفاءها يعارضون أمرا كهذا. بيد أن إسرائيل تظل تراهن على ترامب ودعمه لها وتستغل الفرصة للبناء على هذا الدعم خاصة وهى ترى كيف أن ترامب يعمل جاهدا على تعزيز المصالح الإسرائيلية بكل السبل. غير أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتل لا يمكن أن يمر مرور الكرام. إذ أن ذلك يتعارض مع قرار الأمم المتحدة الذى يعتبر الجولان أرضا محتلة. وقد تنتفى هذه الفرضية على أساس أن المنظمة الدولية باتت ألعوبة في يد أمريكا وتحولت إلى أسد جريح لا يقوى على مجابهة الطاغوت.

وتظل المخاوف قائمة من أن يتمكن ترامب بالفعل من تمرير هذا المشروع لا سيما وأن الكونجرس يمنحه الفرصة للبت فيه تماما كما جرى في موضوع القدس عندما أعلن منحها ككل لإسرائيل، ونسف بذلك كافة القرارات الدولية التي اتخذت منذ أربعينيات القرن الماضى حول القدس. وإذا حدث وتم تمرير المشروع حول الجولان فإن ترامب بذلك يكون قد شطب بجرة قلم على مبادرة السلام العربية، وبالتالي يكون قد أعلن جهرا أن لا عودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967.