عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

 

 

سأله: ما أسعد 5 لحظات فى حياتك؟!..

 أجاب الطفل: «لمّا ألعب معاك كورة يا أبى.. لما تتكلم معايا.. لمّا ألعب معاك أى حاجة، لمّا تقرا معايا كتاب أحبه، وخامس حاجة لمّا ألعب معاك كورة تانى»!.

هل كنت بطلاً لهذا الحوار ذات يوم؟!.. هل تساءلت وقتها: لماذا نؤجل اللحظات السعيدة فى حياة أطفالنا وفى حياتنا حتى إشعار آخر؟!.. لماذا لا تقتنص التفاصيل الصغيرة التى يمكنها أن تصنع للحياة معنى، ولطريقنا طاقة تمنحنا القدرة على الإبحار من أجل مستقبل أفضل لنا ولأطفالنا؟!..

لماذا تمضى الحياة هكذا؟!. وستمضى فى كل الأحوال، غير أن إسعاد طفل صغير فى هذه الحياة - ولو دون سابق معرفة- بمشاركته أحلامه الصغيرة لن يجعلها تمضى هكذا، فهى اللحظات الكفيلة بأن تضيف إلى الأيام عناوين مبهجة، وتحت العناوين عشرات القصص والحكايات، وألبوم صور سيبقى حاضراً ولو بعد حين!.

هذه الأحلام الصغيرة ليست سوى «لعب ولعب وحب»!.. وقد كانت فى حياة كل منا محطات صنعت قصصاً لا تنسى، وظل أثرها ممتداً، حاضراً فينا إلى أبعد مدى.

كل الدراسات التى تتناول سعادة الأطفال وجودة حياتهم، تؤكد أن الطفل الذى يمتلك علاقات إيجابية مع الكبار فى بيته وفى مدرسته أسعد من أقرانه الآخرين الذين لا تتاح لهم الفرصة من أجل بناء تلك العلاقات!.

إذا كنت تسخّر حياتك من أجل العمل وجلب المال لأطفالك، فلا تدع اللحظات السعيدة فى حياة طفلك تمر هكذا، لأن دخل الأسرة لا يشكل سوى نصف فى المئة فى الفوارق بين معدلات الرضا عن جودة حياته عندما يكبر!.

تخيّل، هذا ما ذهبت إليه دراسة دولية حول مستوى رضا البالغين عن جودة حياتهم، مؤكدة أن الصحة العاطفية والفكرية للأطفال تلعب دوراً مؤثراً فى حياتهم المستقبلية، فضلاً عن أنه ومع اعتماد قواعد السلوك المتبعة للأطفال، فإن أكثر العناصر التى يمكنها أن تلعب دوراً محورياً فى مستويات الرضا لديهم فى مرحلة البلوغ هى تطورهم العاطفى والعقلى فى مرحلة الطفولة.

باختصار.. لا تتركوا أطفالكم لقوانين الطبيعة.. لماذا لا نشاركهم أيامهم وأيامكم ولو لدقائق كل يوم. لماذا لا نجعل أحلامهم البسيطة «أوامر».. إنها ببساطة مجرد لحظات خاطفة تمر سريعاً وسط زحام الحياة، إلا أن أثرها أبقى وأعمق، ويفوق ما قد تحققه المدرسة من إنجاز تعليمى فى رحلة أطفالنا مع الحياة.. أطفالنا ليسوا عقولا نختبرها وكفى، فهم قلوب نحفزها!.

نبدأ من الأول

[email protected]