رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

وسط تلال المشاكل المتراكمة والأزمات المتفاقمة التى تحيط بالصحافة والصحفيين فى مصر، أصبح شبح الانقراض يواجه المهنة، أو على الأقل أصبح يهدد استمرار معظم الصحف فى الصدور، بعد الارتفاعات الفلكية فى أسعار الورق والأحبار والطباعة وكل مسلتزمات الصناعة وانهيار سوق الاعلانات، مع عجز إدارات هذه الصحف عن مواجهة الديون المتراكمة عليها، أو رفع أجور الصحفيين المتدنية وخاصة التى يتقاضاها الشباب.

كل الصحف المصرية الآن مجتمعة لا يزيد توزيعها اليومى على 320 ألف نسخة، بعد أن كانت صحيفة «الوفد» توزع وحدها ما يقارب من المليون نسخة يوميا، مثلها مثل الاهرام والأخبار، وهومؤشر خطير يؤكد على أن مهنة الصحافة فى خطر داهم يتطلب حلولا سريعة تعالج الاختلالات المالية الرهيبة التى تعانى منها كل المؤسسات الصحفية بلا استثناء.

العديد من الزملاء تقدموا بالكثير من التصورات لحل هذه الأزمات، وأذكر منهم الصديق علاء عريبى الذى اقترح فى عموده اليومى فى «الوفد» العديد من الحلول أهمها إسراع الحكومة فى تصنيع الأوراق والأحبار محليا بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة من الخارج التى تحمل المؤسسات الصحفية بأعباء فوق طاقتها، وهو اقتراح يجب أن تتبناه نقابة الصحفيين بمجلسها الجديد المقرر انتخابه الشهر المقبل، وأن تشكل فريق عمل لإجراء الدراسات الازمة لوضع هذا الاقتراح موضع التنفيذ.

لكن مشاكل الصحافة المصرية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط ، فالمحتوى الخبرى نفسه فى الصحف الورقية لم يعد يجذب القارىء، فكل الأخبار التى تنشرها فى كل صباح يعرفها الناس جميعا فى اليوم السابق بكل تفاصيلها من الفضائيات والإذاعات المختلفة ومواقع الانترنت، تخلفت الصحف الورقية عن هذا السباق بحكم ارتباطها بمواعيد الطباعة، لكنها تقاعست عن تقديم خدمة نوعية مختلفة للقارىء، ربما يكون على رأسها إلقاء الضوء على الجوانب المعتمة فى أى محتوى خبرى تنشره، بكشف أسباب وقوعه وتفاصيله وتداعياته وتحليل تأثيراته،وهو مجال يمكن لأى صحيفة بمهارة صحفييها وموضوعيتهم أن ينافسوا فيه كل الفضائيات، تماما مثلما تفعل كبريات الصحف العالمية وعلى رأسها طبعا النيويورك تايمز والواشنطن بوست،والتى حافظت على مستويات توزيعها رغم المنافسة الضارية التى تواجهها من وسائل الإعلام الأخرى.

معالجة الأزمات الاقتصادية لا تكفى وحدها لانتشال الصحافة المصرية من واقعها الصعب، هناك احتياج حقيقى لوضع برامج تدريب للصحفيين الشباب ورفع مستواهم المهنى وتوفير مرتبات كريمة لهم تمكنهم من تطوير أدائهم، وهو الأمر الذى يجب أن توليه الجمعية العمومية للصحفيين اهتماما حقيقيا، وأن تقدم برنامج عمل واضحًا ومحددًا لإنقاذ المهنة يشارك فى وضعه كل الأجيال الصحفية، وأن تنتخب المرشحين الذين يستطيعون تنفيذه فى أسرع وقت ممكن قبل أن تتفاقم الأزمات أكثر مما هى عليه الآن، ونفاجأ بأن معظم مؤسساتنا الصحفية قد أوصدت أبوابها رغم تاريخها العريق.