عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نختتم اليوم الحديث عن الفلاسفة العظام الذين غيروا وجه التاريخ على الأرض ومن هؤلاء ابن الفرضى.

وذكر المؤرخون أن ابن الفرضى لما عاد من رحلته إلى المشرق شرع فى التأليف، فصنف عددًا من الكتب فى فنون مختلفة، وأنها كانت ذات قيمة علمية، وتدل بوضوح على غزارة علمه، وسعة مداركه وقدراته العلمية لا سيما فى علمى الحديث وتاريخ الرجال، ولكى تتضح الصورة فى هذه القضية لابد من التعريف بـهذه المؤلفات: أولاً: الكتب المفقودة:

أشار إلى كتاب "المؤتلف والمختلف" كل من الحميدى، وابن عميرة، والذهبى، كما ذكره ابن حزم وعده من الأعمال الكبيرة التى قدمها الأندلسيون وتفوقوا بها على أهل المشرق، وأنه فى أسماء الرجال وأن الحافظ عبدالغنى الأزدى لم يبلغ عند هذا المعنى إلا كتابين، وبلغ أبو الوليد نحو الثلاثين، كما وضّح ابن حزم أنه لا يعلم مثله فى فنه البتة.

 

وقد ذكره ابن بشكوال بقوله: «وجمع فى المؤتلف والمختلف كتابا حسنا». هكذا أشاد هذان المؤرخان بهذا الكتاب، ولكن نظرا لكونه مفقودا ولم يصل إلينا منه شيء فإنه من الصعب التعريف به وبمنهجه، ومحتواه، ولكن ومن استقراء ما ذكره لنا ابن حزم من وصف مقتضب عن الكتاب، حيث ربط المحتوى بما ألفه عبدالغنى الأزدى فى كتابه المؤتلف والمختلف، وبعد الاطلاع على هذا الكتاب يتبين لنا أن موضوعه يعنى بذكر الأسماء المؤتلفة باللفظ، أو المتقاربة والمختلفة فى المعنى مثل بَرَكة وبُركة، وبَحَر بَحُر وغيرها.

هذا عن موضوع الكتاب، أما المحتوى فقد ذكر ابن حزم أن الحافظ المصرى لم يبلغ سوى كتابين بينما بلغ ابن الفرضى نحو ثلاثين كتابًا، وعلى هذا يكون هذا الكتاب يحوى مادة علمية ضخمة تبلغ حوالى أربعة عشر ضعفًا لما ذكره سابقه، ولا يستبعد أن تكون الظروف السياسية السيئة التى كانت سببًا لنهاية المؤلف كانت - أيضاً - سببًا لنهاية الكتاب حيث لم يبق منه سوى ذكره، بل أن عدم اعتماد المؤرخين القدامى عليه كمصدر لهم فى موضوعه يؤكد الجزم بفقده.

أما كتاب "أخبار شعراء الأندلس" فأشار ابن بشكوال إلى أن هذا الكتاب حفيل فى أخبار شعراء الأندلس، كما ذكره الذهبى حيث قال: «له تصنيف مفرد فى شعراء أهل الأندلس وقد عده كل من ابن خلكان، والمقرى بأنه من مؤلفات ابن الفرضى المهمة، أما ابن حيان فقد اعتمد عليه أكثر من مرة حين حديثه عن الشعراء والأدباء بالأندلس حيث قال حين حديثه عن أبى عبدالله محمد بن سعيد الزمالى: «وقرأت فى كتاب أبى الوليد ابن الفرضى المؤلف فى طبقات أهل الدولة والأدب بالأندلس»… كما قال حين حديثه عن عامر ابن عامر بن كليب بن ثعلبة الجذامى: «وقد ذكر أبو الوليد الراوية عامر بن عامر هذا فيمن ذكره من أدباء الإشراف بقرطبة فى كتابه المؤلف فى الأدباء والعلماء فقال»…. وهكذا توالت نقول ابن حيان من هذا الكتاب فيما يخص الأدباء والشعراء.

أما كتاب "النحويين" فأشار إلى هذا الكتاب ابن الفرضى فى كتابه "تاريخ العلماء والرواة" وذلك حينما تحدث عن ترجمة عباس بن ناصح الثقفى حيث قال عن هذا الأديب الشاعر اللغوى: «وقد ذكرت الخبر بتمامه فى كتابى المؤلف فى النحويين». هكذا أشار ابن الفرضى إلى أنه ألف كتابًا عن النحويين، ولعل مما يعزز هذا الأمر ما ذكره عن نفسه من أنه انشغل بدراسة العربية - وهو يعنى النحو - نحو ثلاث سنوات، لكن المصادر الأخرى التى بين أيدينا لا تذكر شيئاً عن هذا الكتاب حتى السيوطى الذى اعتمد فى كتابه بغية الوعاة على كتاب ابن الفرضى تاريخ العلماء لم يشر إلى كتاب النحويين وبـهذا يبدو لنا أن هذا الكتاب إما أن يكون فقد فى وقت مبكر وبعد وفاة المؤلف مباشرة، أو أن ما أشار إليه ابن الفرضى كان مشروعًا لم يكتمل ومن ثم لم ير النور.

 

رئيس حزب الوفد