عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

قمة سعادتى وبهجتى فى الاستيقاظ مبكرا واستنشاق نسيم الصبح قبل أن يتلوث بكل ما يخطر ببالك من ملوثات الطبيعة، وتزداد بهجتى فى شراء الفول والطعمية والعجة الموجوجة يوماً أو يومين أسبوعياً من يد صديقى الشيخ محمد الجعفرى، وبالمرة أستمع منه إلى بعض أبيات الشعر على أنغام حجر الطعمية وصوت الشعلة وغليان الزيت وطشة اقراص الطعمية عندما تتقابل مع الزيت المغلى، ولا يفوتنى الحظ فى مداعبة بعض الأطفال الذين يصطفون أمامه كلاً فى انتظار دوره، ومنذ أيام داعبت أحد الأطفال ويبدو أنها كانت دعابة (تقيلة شوية)، والحكاية أن الطفل وضع البيضة التى أتى بها من منزله أمام الجعفرى فى انتظار أن يأخذها لعمل قرص عجة له، وفى لفتة سريعة أخذت البيضة وغمزت للجعفرى قائلاً خلاص يا شيخ أنا أخذت البيضة ومش هاعمل عجة، فابتسم ابتسامة لا تخلو من المكر وأومأ برأسه موافقاً على عملية النصب التى بدأتها مع الصبى المسكين، ونظر الطفل غاضبا إلى وقال لى البيضة دى بتاعتى ياعم فلم أرد عليه مستمراً فى مسرحيتى مع الغلام، فى نفس الوقت الذى تصادف وجود صديق لى رأى المشهد وساعدنى على استمراره بالصمت المطبق أمام الطفل الذى شعر أنه أمام مؤامرة لسرقة البيضة الوحيدة معه، وجاهدا حاول الطفل استصراخ بائع العجة، إلا أنه لم يجد بدأ من أنه وقع فى عملية نصب منظمة، العبد لله وصديقى وبائع الطعمية، فصرخ الطفل وبكى فاحتضنته واعتذرت له وطلبت من الجعفرى عمل أحلى قرص عجة له، وبادر الصديقان بنفس الاعتذار وانصرفت ولكن شعرت برهبة فى قلبى بعد أن أسقطت حكاية هذا الطفل على أى شخص آخر مكانه ولكن دون مداعبة أو تمثيل، وتذكرت نظرات الطفل لثلاثتنا والتى لم تدم سوى ثوانٍ معدودة

ولكنها كانت بالنسبة له كالدهر، ووضعت نفسى مكانه أمام أى شخص أو فئة تجهل وتجور على أو تستولى على أرضى أو متعلقاتى دون وجه حق، من بل وتقوم بتستيف أوراقها وشهود الزور التابعين لها، وأنا أستصرخ الجميع سواء كانوا خصوما أو شهودا أو محكمين عرفيين أو جهات تحقيق رسمية غم عليها الأمر وتحكم بما تحت أيديها من أوراق أو مستندات أو شهود زور أقسموا على كتاب الله قبل مثواهم للتحقيق ولسان حالى كحال الطفل يقول أليس فيكم رجل رشيد، فشعرت بغصة وألم شديدين أفقدانى طعم العجة وحلاوتها بعد أن فقدت سخونتها وفقدت أنا معها حرارة مشاعرى ببكاء طفل كل جريمته أنه وقع أمام أشخاص يمزحون فما بالنا فيمن أوقعه حظه العثر أمام أشخاص يمارسون النصب والظلم ويدمنونه.. الظلم ظلمات حتى لو من باب المداعبة.. معذرة للطفل وهنيئاً لصاحب المحل بالدعاية المجانية للعجة والفول والطعمية.