رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

الذين تداولوا اسم السيدة كيلى نايت كرافت، يتوجهون بالدعاء إلى الله أن تكون مختلفة عن السيد جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للأمن القومى! 

فمن هو السيد بولتون.. ومن هى السيدة كرافت؟! 

القصة أن بولتون كان مندوبًا دائمًا للولايات المتحدة الأمريكية فى المنظمة الدولية للأمم المتحدة فى نيويورك، أيام الرئيس جورج بوش الابن، ولأن سمعة بولتون كانت تسبقه على الدوام، فإن الكونجرس فى تلك الأيام رفض ترشيح بوش له مندوبًا دائمًا وتمسك بالرفض، فانتهز الرئيس فرصة وجود الكونجرس فى إجازة، وأرسله يمثل بلاده فى الأمم المتحدة رغم أنف الكونجرس! 

 وكان اعتراض الكونجرس اعتراضًا وجيهًا وفى محله، لأن بولتون لم يكن يحمل احترامًا كبيرًا ولا حتى صغيرًا للأمم المتحدة، التى تضم ممثلين معتمدين عن جميع دول العالم، وقد بلغ عدم احترامه لها إلى حد أنه قال ذات يوم، إن إزالة عشرة طوابق من مبنى المنظمة الذى يرتفع إلى ثمانية وثلاثين طابقًا، لن تغير من الأمر شيئًا!.. ولم تكن هذه العبارة منه فى وقتها تمثل إهانة للمبنى العتيد هناك فى حد ذاته، بقدر ما كانت تمثل إهانة لشتى الدول! 

 ولا تعرف ما إذا كانت هذه الطريقة من التفكير هى التى أعجبت ترامب فيه، فاختاره دون سواه مستشارًا له للأمن القومى، أم أن لدى بولتون مواهب أخرى لا نعرفها كانت وراء اختياره! 

فمندوب واشنطن فى الأمم المتحدة هو فى العادة أداتها التى تمارس بها حق الفيتو الشهير، كلما كانت هناك قضية معروضة على الأمم المتحدة لا تعجب البيت الأبيض، وقد حدث هذا كثيرًا، وفى كل مرة كان العالم الذى يتطلع إلى قدر من الإنصاف فى داخل الأروقة فى نيويورك، يفاجأ بأن أمريكا قد رفعت ورقة الفيتو فى مواجهة كل محاولة دولية باحثة عن العدالة، وقد ظل بولتون يرفع يده بالفيتو خلال فترة وجوده كلها، كما كان الحال مع غيره من مندوبى بلاده من قبل، ولكنه كان الأكثر فظاظة دائمًا! 

وفى آخر السنة الماضية كانت نيكى هايلى، مندوبة الولايات المتحدة فى المنظمة الدولية، قد تقدمت باستقالتها من موقعها فجأة، وكان كلام كثير قد شاع حول مستقبلها السياسى، وكذلك حول اسم الشخص الذى سوف يخلفها فى مكانها! 

 وترددت اسماء كثيرة فى بورصة الترشيحات، وكانت ايفانكا ترامب، ابنة الرئيس، من بين الأسماء التى ترددت وتداولتها وسائل الإعلام! 

 وأخيرًا رشح الرئيس السيدة كيلى نايت كرافت، السفيرة الأمريكية فى كندا، لشغل المنصب، ولتكون هى العصا التى سترفعها واشنطن فى مواجهة كل دولة فى الأمم المتحدة! 

ولأن نايت زوجة للملياردير الأمريكى المشهور جو كرافت، الذى تصل ثروته فى بعض التقديرات إلى مليار و٤٠٠ مليون دولار، فالواضح أن أفكارها ستكون من أفكار المدرسة التى ينتمى اليها الملياردير ترامب نفسه، الذى يمارس السياسة بمنطق رجل الأعمال، وليس بعقل رجل السياسة! 

كان الله فى عون العالم وهو يتعامل مع ترامب ومع اختياراته!