أمل فى بكرة
الفساد ثقافة، فبعض الموظفين الذين غابت ضمائرهم اعتادوا الرشوة صغارا وكبارا من أيام موضة فتح الادراج واسقاط الرشوة حتى بيع وتوزيع مخصصات المواطنين، فخلال السنوات الثلاثين الماضية ظهر الفساد بوضوح وانتشر وتغلغل فى كل القطاعات والهيئات والوزارات وتكرس وجوده وظهر الوزراء الفاسدون وكبار الموظفين وتاجروا فى اقوات الشعب واغتصبوا اراضى الدولة وبدا الأمر وكأنه موضة فقلدهم الكثير من الموظفين .
اقول هذا بمناسبة الهدية المقدمة من الشقيقة الامارات شحنة من العجول مقدمة للمصريين كهدية الا ان بعض مسئولى الزراعة تصرفوا فيها كما كانوا يتصرفون منذ سنوات بعيدة وكما كان يتصرف من سبقوهم فى هذه المناصب وباعوها لصالحهم دون وازع من ضمير، فقد أصبحت عادة ولم يعرفوا ان الزمن تغير وان هناك قانونا جديدا لمكافحة الفساد ولم تهتز لهم شعرة، فهم لم يسمعوا عن تطبيق للقانون واعتقدوا مثل الزمن البائد ان تلال القوانين وضعت حبراً على ورق .
وشاهدت ايضا رؤى العين ما فعله ويفعله الموظفون فى المجمعات الاستهلاكية من بيع للحوم خارج الجمعيات وبعد قرار وزير التموين عقب الارتفاع الجنونى فى اسعار الخضراوات اكتشفت ان بعض الجمعيات التى أتعامل معها باعت الخضراوات بمجرد استلامها وأن هذه الخضراوات دائما غير موجودة حتى لو انتظرت قبل فتح الجمعيات وفجأة يظهر بجوار الجمعيات بائع للخضراوات يتسلم الكميات والأصناف المطلوبة من الجمعيات بمجرد نزولها .
وهناك اشكال أخرى من الفساد، فالرئيس فى بعض الأماكن الحكومية يفضل البعض عن الآخر بمزايا ومنح لا يستحقونها ليتجسسوا على زملائهم وينقلوا له كل ما يدور لمجرد الفضول وليس لمصلحة العمل .
وهناك شكل آخر من الفساد المدير أبو عين زايغة فهذا يقوم بإقامة علاقات مع بعض الموظفات ومن توافق لها مزايا ومنح ومكافآت لا تنتهى ومن لا توافق ايامها ستكون سوداء وتحرم من حقوقها ومن أى مكافآت تستحقها وكأنهم يتصرفون فى وزاراتهم وفى أملاكهم يمنحون ويمنعون بعيدا عن أى قواعد للعمل . وهناك صور أخرى للفساد ولكن هذه الصور من اكثرها انتشارا والجميع يترقب الآن نتيجة التحقيقات فى قوت الشعب فى قضية لحوم الامارات فإذا شددوا على المفسدين فيها سيرتدع الكثيرون .
إن مكافحة الفساد ليست قانوناً فقط ولكن تطبيق صارم عملى له حتى يعرف الجميع أن هذا القانون صدر بجدية لصالح الشعب ويطبق لصالحهم حتى تنتهي منظومة الفساد ويشعر الفاسدون ان هناك سيفا مسلطا عليهم .