رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

زمان كان فى حاجة اسمها لوائح تحكم العلاقة بين مجالس إدارات الاتحادات والأندية والهيئات الرياضية بِصقة عامة، وكان الاحترام لها أساس العمل، وكانت المشاكل دائما ما تكون فى أضيق الحدود دون تعدٍ أو استخدام ألفاظ تحرض على إثارة الرأى العام وتثير الجماهير أو تخدش الحياء.

ولكن للأسف ومنذ ما يطلق عليها البعض ثورة 25 يناير ضاعت كل القيم والتقاليد، وأصبحت اللوائح والقوانين مجرد قرارات نتزين بها لتجميل الصورة، أما التفعيل الحقيقى لهما فهو بعيد المنال، لا قوانين تطبق ولا لوائح تحترم الكل يفعل ما يشاء وقتما يشاء لا حساب ولا عقاب.

ومؤخراً زادت الأمور ووصلت إلى مرحلة خطيرة تهدد المجال الكروى بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة.

والصورة واضحة لا تحتاج إلى فحص وتمحيص وخلافه من الكلمات الرنانة، وصلت أمورنا إلى حد لا يطاق.. الأهلى يهدد ويتوعد ويثير الجماهير ويصر ويؤكد كل يوم أنه متمسك رافضاً كل محاولات التهدئة من جانب الدولة والمحاولات المحترمة التى قام بها وزير الرياضة لتهدئة الأمور ليس لصالحه الشخصى بل لمصلحة البلد الذى يمر بمرحلة حرجة ويترصد أعداؤه به فى كل مكان، على أمل أن يسقط مثل الكثير من جيرانه الذين سقطوا بفعل تناحر أبنائه قبل أعدائه.

ويتكرر الأمر فى نادى الزمالك ونفاجأ بهجوم من إدارة النادى على اتحاد الكرة وتحميله مسئولية فضائح فريق الكرة، والغريب أن يشتد الهجوم بعد سقطة الفريق فى مباراته أمام بترو اتليتكو التى حقق خلالها الزمالك التعادل بصعوبة بعد أن كان مهزوماً بهدف نظيف حتى الدقيقة الـ94 من عمر المباراة، وبدلاً من مصارحة الإدارة لنفسها والبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التدهور المستمر، نجدها تبحث عن صراع بعيد يخفف من حدة الصدمة.

للأسف هذا الكلام لا يقتصر الآن على اندية الدورى الممتاز بل أصبحت حدوده يومية فى دوريات الدرجة الثانية والثالثة، اعتداء على الحكام وإلغاء مباريات وخناقات فى المدرجات والملاعب.

يحدث كل هذا فى ظل ما يفترض وجوده من لوائح وقوانين تنظم العلاقة والمسابقات، ولكن للأسف لا تنفذ إلا فى حالات بسيطة، وأصبحت العقوبات غير مؤثرة، وتتأثر بالعملية الانتخابية التى أصبحت مأساة تتحطم بسببها كل اللوائح والقوانين.

الأمر أصبح يحتاج إلى وقفة سريعة، وأن يكون العقاب قوياً ومؤثراً، لا بد أن تختفى نغمة الخوف من الجماهير والاستقواء بها، لا يوجد أحد فوق القانون، ولا يوجد أحد أهم من الدولة ومستقبلها، الجميع سواسية أمام القانون واللوائح من يرى نفسه أكبر منها فليرحل غير مأسوف عليه.

الأيام المقبلة ستكون الفيصل بين تفعيل حق البلد فى توفير المناخ المناسب لاستضافة كأس الأمم الإفريقية والمجاملات والخوف من هذا أو ذاك.. من جديد أطالب كل مؤسسات الدولة بالضرب بيد من حديد على أيدى المخربين الداعمين للفوضى وإثارة الجماهير والقتل مع سبق الإصرار والتعمد للقانون واللوائح.