رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

يشارك فى قمة شرم الشيخ رؤساء وملوك وزعماء 50 دولة عربية وأوروبية.. هم جميعاً لهم مكانتهم وتقديرهم الكبير.. هم جميعاً يتم استقبالهم على أعلى مستوى.. وهم جميعاً لهم اجراءات بروتوكولية واحدة.. لكن ستبقى هناك «لغة المشاعر» التى لا تخطئها عين.. فلا يمكن استقبال الملك سلمان مثل تيريزا ماى.. ولا يمكن استقبال انجيلا ميركل مثل تميم!

أعرف بالطبع أن تميم لن يحضر القمة.. وأعرف أيضاً أن أردوغان لن يحضر.. هما منبوذان من المجتمع الدولى وليس «مصر» فقط.. سوف يمثل قطر فى القمة وزير دولة.. لأن الامبراطورية الكبرى ترسل الرسل بحساب شديد، فلا يحضر أميرها إلا فى أمريكا، ولا يحضر رئيس وزرائها إلا فى اوروبا.. لأن الإمبراطورية طبعاً مشغولة بإدارة العالم وتخريبه!

وفى هذه القمة كل سيعرف مكانه.. من وقف معنا ومن لم يقف معنا.. من يدعم القرارات المصرية ومن يناهضها العداء.. من يحضر بروتوكولياً باعتبار شرم الشيخ مركز مؤتمرات فقط، ومن يحضر وهو له مكانة عزيزة على قلب كل مصرى.. أردوغان لا يمكن أن يحضر، وتميم لا يمكن أن يحضر.. تريزا ماى تحضر لأنها تمثل الدولة الإنجليزية فقط فى القمة!

فمصر تستضيف الجميع وهى تحاول أن تنسى الإساءة.. تحاول أن توفر فرصة لمن يريد العيش فى سلام.. توفر فرصة جيدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية.. هؤلاء جاءوا من أجل المصلحة فقط.. ليس دعما ًلموقف  مصر.. ولكن من أجل الاستثمار فى استقرار بلادهم.. ونحن لا ننسى من حاصرنا وأسهم فى حصارنا.. ولا ننسى من قطع الطيران ومنع السياحة!

وبرغم هذا سيبقى وجود هذا الكم الكبير من زعماء العالم فى مصر شهادة لمصر.. وشهادة على أمنها وأمانها.. فلا يمكن أن يغامر زعيم أو رئيس او رئيس حكومة ويأتى لبلد لا تحميه.. هم يعرفون قيمة مصر.. ويعرفون قدراتها.. ويعرفون إمكانياتها.. يأتون إلى شرم الشيخ وهم يعرفون أنها أرض الفيروز.. وأرض الشمس والقمر والمياه والرمال الناعمة!

إنها فرصة كى «تتحسر» تريزا ماى على أنها منعت مواطنيها من زيارة شرم والغردقة والأقصر وأسوان.. إنها فرصة لنعرف منها أسباب موقفها بعد سقوط طائرة روسيا.. ما علاقتها بما جرى بالضبط؟.. لماذا تقف منا هذا الموقف الغريب؟..  هل كانت تحاصرنا؟ أم أنها كانت تحافظ على رعاياها فعلاً؟.. هل جاءت لتوقف الهجرة غير الشرعية إلى بلادها مثلا؟!

إسألوا تريزا ماى من سرق البلاد العربية والإفريقية؟.. اسألوها من نهب ثرواتها طوال عقود؟.. اسألوها لماذا يهاجرون إليهم الآن؟.. الإجابة تعرفها «ماى».. وتعرف أنهم معذورون .. إنها دعوة لكى يستثمروا فى أفريقيا التى نهبوها.. مصر فى هذه القمة دولة كبرى تتحرك على الأرض!