رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كل يوم تثبت لنا حوادث الإرهاب أن الحل الأمنى ليس هو الطريق الوحيد لمحاربة الارهاب والقضاء عليه، إن الاهتمام بالشباب والعمل معهم ليس كافيا لكى ننقذ بلدنا من الارهاب.  يقول تولستوى (من عمر خمس سنوات الى خمسين، مجرد خطوة واحدة، لكن منذ ولادة الطفل الى عمر خمس سنوات مسافة طويلة جدا) ولذلك  علينا ان نبدأ منذ  الطفولة  المبكرة حتى سن ١٨ سنة وهى  فترة الطفولة التى أقرتها المواثيق العالمية ، وقد يتصور البعض أن الطفولة المبكرة مسئولية الاسرة أو طبيب الاطفال فقط ولكنها مسئولية الاعلام خاصة ماسبيرو ووزارة الثقافة والتربية والتعليم.. فيجب ان نبدأ مع الاطفال ومنذ البداية على تقبل الآخر وهذا لا يتأتى بالكتاب او التلقين فقط بل باللعبة والفيلم السينمائى والبرنامج التليفزيونى فإذا شب الطفل وهو يشاهد برامج  تعرض للحياة اليومية لأطفال مصر يكون فيها الطفل المسيحى مع المسلم مع النوبى مع الصعيدى من طفل سينا وذلك فى قالب فنى مثل افلام الكرتون القصيرة والتى تقدم العائلات المختلفة وهى تتحاب وتتزاور وتتعامل مع بعضها البعض، ولكن للأسف فقد أغلقوا قناة الاسرة والطفل ولم نعد نجد الا البرامج التى تجلس فيها المذيعة وحولها اطفال تتحدث معهم بشكل بائس وضحل .. وبذلك تركنا اطفالنا فرائس لقنوات اجنبية تتحدث بلغات اجنبية او تتحدث باللهجات الخليجية المحلية والتى تتبنى اهدافا غير اهدافنا وطريقة عيشها مختلفة عن طريق عيشنا.

  وعلى وزارة الثقافة ان تضع خطة عمل يكون هدفها الاول والاهم طفل الاقاليم وانه يجب أن تتبنى خطة طموحة لنشر ثقافة وفنون الطفل فى كل قرية مصرية وذلك بإقامة مبانى بسيطة ذات تكلفة منخفضة عبارة عن مكتبة ورقية واليكترونية وقاعة متعددة الاغراض مع تدريب وتنمية قدرات العاملين على تقديم خدمة ثقافية تعلى من شأن الوطن والمعرفة وثقافة التفكير العلمى والمشاركة وقبول الآخر والانتماء والتفكير الحر  والابداع العلمى والفنى ، فليس هناك اى ضرورة لقصور ثقافة كبيرة وفخمة لا تجد اموالًا لصيانتها او لنظافتها حتى. وعلى وزارة الشباب ان تطور ادواتها لتصبح مراكز الشباب مراكز لممارسة الرياضة ولممارسة التفكير الحر بعيدا عن الاكليشهات والقوالب الجاهزة التى تعيش فيها الوزارة منذ ان  بدأت  !! اما التربية والتعليم فنحن ننتظر منها موقفا شجاعا ينقى كل المناهج من كل ما هو رجعى او سلفى  ويتحجج بالدين والدين منه براء.

   .. إن الطفل الذى غنى ورقص وقرأ كتابا جميلا ورسم وقال رأيه بحرية وتعلم تعليما جيدا لا يمكن حينما يصبح شابًا صغيرًا ان يفجر نفسه ولا يمكن ان يخضع لعملية غسيل مخ مثل الطفل الذى عاش فى فراغ وجدانى وعاطفى .. من الظلم ان تتحمل الداخلية بمفردها عبء محاربة الارهاب.. ومن الظلم أن تعطل كل بوادر عمل حقيقى وجيد وغير مظهرى مع الاطفال فى جميع أنحاء مصر .. لان مصر تستحق الافضل واطفالها  يستحقون عناية واهتمامًا اكبر.