رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

 

«حلاوتهم» أرجوكي أوعى تموتى.. أصل الرجالة دول ماتوا لاجل ترجعى لعيالك بالسلامة، أصل أنا عرفتك، عرفتك من لبسك، عرفتك من مشيتك، عرفتك من الشقي المرسوم على وشك، عرفتك وانتى رغم كل شيء شايلة ومحملة الخير لولادك.. كلمات محملة بالألم، كلمات كتبها بالدموع النقيب عيسى أبوعيسى، بعد حادث الدرب الأحمر الإرهابي، الحادث الذي قضى على كل مزاعم أصحاب الأجندات، بعد قيام التكفيري بتفجير نفسه عند قيام رجال الشرطة البواسل بالانقضاض عليه لضبطه، وإنقاذ منطقة الدرب الأحمر من كارثة، نعم أولادها ضحوا من أجلها، ضحوا بأرواحهم كما ضحى اشقاؤهم قبلها بيومين في كمين جودة ٣ بسيناء، ضحوا من أجل «حلاوتهم الشقيانة»، ضحوا ويضحون يومياً من أجل أن تبقى مصر.

«حلاوتهم» سيدة الدرب الأحمر أوعى تموتي، «حلاوتهم» تذكرى «رامي هلال» تذكرى «الأمين أبوزيد» والأمين محمد خالد الباز، «حلاوتهم» افتكرى «المنسي ورفاقه»، تذكرى «خالد دبابة»، أوعى تنسي «عاشور»، تذكرى «وائل أبوطاحون»، تذكرى «هشام شتا» و«عامر عبدالمقصود» في كرداسة، تذكرى كل من ضحوا لكي يفدوكي بأرواحهم، «حلاوتهم» تذكري من يصلون الليل بالنهار لكى تنامي وينام ابناؤك في أمان، «حلاوتهم» عايزك تعرفي أن اللي لجأ للحزام الناسف ده، إنسان يئس من الضربات الاستباقية لولادك من شرطة، وجيش، وأن لجوءهم للانتحار أكبر دليل أنهم بينتهوا خلاص، «حلاوتهم» عارف أنك قوية وهتصمدي وهتعيشي، وهتبني، وهتعمري، رغم أنف إرهابهم الأسود وقلوبهم السوداء.

«حلاوتهم» أوعى تنسي حرقة قلب أم الملازم عبدالرحمن محمد قائد كمين جودة ٣، وهى تقبله وهو عريس فى كفنه، وبتقوله (كنت عاوزة اقولك مبروك يا حبيبي مراتك حامل)، أوعى تنسي أبطال ملحمة كمين الرفاعى «٢٠١٧» اللي حموكي من أصحاب الرايات السوداء، أوعى تنسي ضابط شاري لعبة لابنه كان طالبها منه، وندخل نلاقيها فى دولابه وإحنا بنلم متعلقاته علشان نسلمها لأهله مع الجثمان، عن ضابط يتصل بزميله الظهر ويقوله، أنا جعان اعمل حسابي معاك فى الغدا بعد نوبتجية الكمين، وندفنه في نفس اليوم، عن عسكري جدع بييجي يستأذن فى يومين إجازة زيادة علشان يشتغلهم لأنه متجوز، وربنا كرمه بمولود وتصدقله على الإجازة، وينزل إجازته فى كفن.

«حلاوتهم» عاوزك تفرحى لما تلاقي جندى مبتور قدميه، وبيقول للقائد العام وهو بيزوره في المستشفي أنا عاوز ارجع لزملائي في سينا، وقمة الألم لما يقوله القائد، ترجع تعمل ايه، يقوله الجندى المصاب أروح أعمل لزمايلي الشاي!؟ «حلاوتهم» إنتي مصر بكل تفاصيلها، بقوتها، وصبرها؛ بعطائها، بجمالها، انتي فاكرة انى مش هعرفك، إزاى وأنا واحد من عشاقك.. «حلاوتهم» انتي مصر، ومصر كبيرة، وعظيمة، وباقية، ومش هتموت.