عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

تواجه الدول الأوروبية اليوم معضلة شائكة ممثلة في التحديات القانونية والأمنية والسياسية بشأن استقبال مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم داعش في سوريا ويريدون العودة إلى بلدانهم الحاملين لجنسيتها.

والنموذج الذى يطرح اليوم خاص بالشابة «شاميما» التي تحمل الجنسية البريطانية وتطالب بالعودة إلى بلدها مع رضيعها بعد أربعة أعوام قضتها في سوريا في أعقاب انضمامها إلى تنظيم داعش الإرهابى وزواجها من أحد مقاتلى التنظيم وكان عمرها وقتئذ خمسة عشر عاماً.

ولقد قررت بريطانيا سحب الجنسية منها على أساس ما قاله وزير الداخلية البريطاني من أنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين الذين دعموا تنظيم داعش في الخارج.

ويعتقد أن أكثر من 41 ألف شخص من ثمانين دولة قد انضموا للتنظيم الداعشى في العراق وسوريا وذلك في الفترة بين أبريل 2013 إلى يونيه 2018.

ازداد التوتر في أعقاب مطالبة ترامب للدول الأوروبية خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا باستقبال العائدين وعائلاتهم بعدما تمكنت قوات التحالف الدولى بقيادة أمريكا من القضاء على آخر جيوب التنظيم شرقى سوريا.

ومن ثم طالبهم باستعادة أكثر من 800 من مسلحى التنظيم ممن أسروا على الأراضى السورية.

بيد أن الدول الأوروبية تشعر بالقلق من ذلك، وبالتالي لا تريد الاستجابة لما يطالب به ترامب.

ولا شك أن المخاوف التي تنتاب الدول الأوروبية من عودة هؤلاء الذين التحقوا في يوم من الأيام بداعش مخاوف مبررة، فهؤلاء تشربوا نبتة الإرهاب وتلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات قتالية على يد داعش الإرهابى مما يجعلهم يشكلون خطراً أمنياً على الدول العائدين اليها.

يعزز هذا المخاوف من غضب شعوب هذه الدول الذين يعارضون عودة هؤلاء إلى أوروبا خاصة بالنسبة لهؤلاء المتبجحين الذين جاهروا بعدم شعورهم بالندم إزاء سفرهم إلى سوريا والتحافهم بصفوف داعش الإرهابى.

ويقال إن ما بين أربعة آلاف إلى أربعة آلاف وخمسمائة من مواطني دول الاتحاد الأوروبى التحقوا بصفوف تنظيم داعش غالبيتهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، وعاد نحو ثلاثين في المائة منهم إلى بلدانهم.

تأتى فرنسا في مقدمة القائمة كمصدر للمنضمين للتنظيم بأكثر من ألف وتسعمائة شخص تليها ألمانيا بتسعمائة وستين، وتأتى بريطانيا في المرتبة الثالثة بثمانمائة وخمسين شخصاً.

بيد أن ترامب الذى يطالب الدول الأوروبية باستقبال مواطنيها المقاتلين السابقين في صفوف داعش يناقض نفسه عندما يتعلق الأمر بالمواطنين الأمريكيين، حيث يواصل سحب الجنسية الأمريكية منهم.

وسرى ذلك على «هدى مثنى» التي لم يسمح لها بدخول الولايات المتحدة بعد أن التحقت بتنظيم داعش الإرهابى منذ أربع سنوات.

وقال ترامب: (إن المرأة التي غادرت أمريكا لتعمل في الدعاية لداعش لن يسمح لها بالعودة إلى البلاد).

واليوم ووفقاً لتقرير البرلمان الأوروبى فإن نصف من غادر بريطانيا قد عاد إليها، كما عاد لألمانيا ثلث المغادرين، أما فرنسا فعاد إليها مانسبته 12 %.

وأغلب العائدين يواجهون تحقيقات أمنية لمعرفة ما مروا به وتحديد حجم الخطر الذى يمثلونه، بحيث إن من يمثل تهديداً للدولة يتم وقفه وسحب الجنسية منه.