رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

الحجارة الطرش قلبت علينا المواجع، ووضعت المواطن العربى وجها لوجه أمام الأعجمي، وجعلتنا نشعر بالحسرة على صناعتنا، وعلى قوانيننا وعلى حكومتنا، كيف تسمح بطرح منتج بهذا السوء؟، لماذا لم تلزم المصانع بالمواصفات العالمية؟، لماذا كتب علينا أن نشترى هذه السلع الرديئة تحت مسمى الصناعة الوطنية؟.

اسمحوا لى ان أعود بكم بالزمن إلى أكثر من خمسين سنة، إلى فترة الستينيات، عندما وعيت على الدنيا، وخبرت الحجارة الطرش لأول مرة، كانت ضخمة وتستخدم لتشغيل جهاز الراديو، أغلب البيوت كانت تعيش على لمبة الجاز، لا اعرف لماذا سميت بالطرش؟، ولا من هو أول من سمها بالطرش؟، ولا أعرف حتى إن كان مسمى الطرش عربيا أم أعجميان مصريا ام أوروبيا؟، كل ما عرفته أيامها أن الحجارة أنواع، نوع الطرش، ونوع اخر أصغر، كان يستخدم لتشغيل جهاز الراديو الأصغر، لا أتذكر أية استخدامات اخرى للطرش سوى تشغيل الراديو والكشاف.

قبل فترة قمنا بعون الله بتركيب سخان جديد، القديم كنا نضغط على زر لكى يخرج الشرز، فيلقط الغاز وتشتعل النار، السخان قدم وكثرة أعطاله، الفنى نصحنا بتركيب جهاز جديد، قال: أوتوماتيكي، يعمل بالحجارة، تفتح المياه يعمل جهاز الشرزأوتوماتيكي، وتشتعل النار، والسخان مزود بلوحة تظهر درجة الحارة، ومفاتيح تتحكم فى عدد الشعل وكمية المياه، والمفاجأة كانت فى الحجارة المستخدمة، الحجارة الطرش بتاعة زمان.

بعد فترة من تركيب السخان الأوتوماتيكي اكتشفنا أن الطرش لا تصمد كثيرا، بعد يومين أو أسبوع او أسبوعين أو ثلاثة تنتهى، اتصلت بالسوبر ماركت وطلبت حجارة، تعرف بحجارة السخان، خيرنى بين المصرى والمستورد، المصرى يباع بأربعين جنيها، والمستورد بمائة جنيه، المصرى كبيرها، حسب السوبر ماركت، يومين، أسبوع، ثلاثة، أم المستوردة تعمل لمدة 5 و6 أشهر.

قلت:المصرية تقف علينا بخسارة، كل أسبوع أو شهر نشترى اثنين بأربعين جنيها، يعنى 240 جنيها فى الستة اشهر، يبقى المستورد أفضل وأرخص، وبالفعل صدق صاحب السوبر ماركت، وظل الطرش المستورد ما يقرب من ستة أشهر.

منذ يومين اتصلت بالسوبر ماركت، واعتذر لعدم وجود المستورد، واتصلت بابنى لكى يشترى المستورد وهو فى طريق عودته ، واشترى حجارين بحوالى 110 جنيهات، ورغم ارتفاع ثمنها احتفلنا به، لأنه سوف يجعلنا ننسى السخان لعدة أشهر، ثانيا سوف يوفر لنا حوالى 150 جنيها يعنى سعر كيلو لحم من الجزار، وكيلو ونصف من الفاملى ماركت.

بالطبع لم أكتب هذا المقال لكى احكى لكم كم وفرنا، ولا لكى أؤكد لكم فضل الأعجمى على العربى، بل لكى اشجعكم على شراء المستورد، ليس من المنطقى ان تشترى المحلى وهو ردىء وغير مطابق للمواصفات العالمية، ما الذى يجبرنا على شراء الردىء؟، ولماذا تسمح الحكومة بإنتاجما يخالف المواصفات العالمية؟، هل لأننا شعوب درجة ثالثة أم لأن هناك من يستفيد من تمرير هذا المنتج الرديء؟، السؤال الأهم: هل الصناعات المزمع اقامتها فى الفترة القادمة ستكون بالواصفات نفسها أم بواصفات عالمية؟.

[email protected]