عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

الحديث متواصل مع الفلاسفة العظام الذين غيروا وجه التاريخ على الأرض ومن هؤلاء «ابن باجة».

وهو أبوبكر محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبى من أبرز الفلاسفة المسلمين، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى، كان أحد وزراء وقضاة الدولة المرابطية.

نشأ فى سرقسطة وعمل كاتبا لإبراهيم بن تيفلويت الذى كان يكرمه بسخاء بالغ إذ كان كلاهما يحب الموشحات والموسيقى حتى عينه بن تيفلويت وزيرا، وبقى كذلك حتى وفاته بعد أن استطاع ألفونسو المحارب إسقاط دولة بنى هود فى سرقسطة، اتجه بن باجة إلى شاطبة حيث كانت لا تزال تحت سيطرة أبوإسحاق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين وكانت علاقة «ابن باجة» بابن أبى الزهر والفتح بن خاقان سيئة حتى أن ابن خاقان ألف كتاب «قلائد العقيان ومحاسن الأعيان» ردا على بن باجة اتهمه فيه بالإلحاد والزندقة ومع ذلك بقى بن باجة وزيرا للمرابطين لمدة عشرين سنة على الأقل حتى مات. تشير عدة مصادر إلى أنه قتل مسموما فى مدينة فاس المغربية من قبل بعض خصومه من الأطباء والأدباء. رغم موقف المرابطين المتشدد من العلماء أمثال بن باجة، إلا أنه عين قاضيا على مراكش.

ويسرد ابن أبى أصيبعة لائحة بثمانية وعشرين مؤلفًا ينسبها إلى ابن باجة، تقع فى ثلاث فئات مختلفة: شروح أرسطوطاليس، تآليف إشراقية، ومصنفات طبية. فمن تآليفه فى الطب: كلام على شىء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد، وكتاب اختصار الحاوى للرازى وكلام فى المزاج بما هو طبى.

كان لكتاباته أثر عظيم على ابن رشد ولفلسفة ابن باجة قيمتان أساسيتان، أولاهما أنه بنى الفلسفة العقلية على أسس الرياضيات والطبيعيات فنزع عن الفلسفة الإسلامية سيطرة الجدل، وخلع عليها لباس العلم. وثانيتهما أنه أول فيلسوف فى الإسلام فصل بين الدين والفلسفة فى البحث، وانصرف إلى العقل ولهذا اتهم بالإلحاد والخروج عن تعاليم الدين، وقد لام أبوحامد الغزالى لميله إلى التصوف. وقال ابن باجة إن الإنسان يستطيع بلوغ السعادة عن طريق العلم والتفكير لا بإماتة الحواس وتجسيم الخيال، كما يفعل المتصوفون، وقد رأى أن الغزالى خدع نفسه، وخدع الناس حين قال فى كتابه «المنقذ من الضلال» إنه بالخلوة ينكشف العالم للإنسان.

وللحديث بقية

 

رئيس حزب الوفد