رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستطرد الثعلب «ألفير»، صديق العرب المزعوم حديثه قائلاً:

حل دولة واحدة أو «يهودية وديمقراطية»: بناء على هذه الخلفية ضعيفة الاحتمال لدرجة أن حل دولتين يمكن التفاوض عليه فى المستقبل القريب فإن المستوطنات تستمر فى انتشارها مما يعنى أن إسرائيل ستكسب الحرب على الأرض رغم أن نمو عدد الفلسطينيين سيجعل إسرائيل تخسر الحرب الديموجرافية.

فى ضوء هذا الاحتمال بأن أقلية يهودية ستعيش وسط أغلبية فلسطينية يبدو أنه من الصعب جداً بمرور كل يوم بشروط عملية للمستوطنين ونظراً للسياسة الإسرائيلية يبدو صعباً تقسيم أرض فلسطين التى كانت تحت الانتداب سنة 1919، وتحت ظل فكرة دولتين ممكن التحقيق بصعوبة شديدة فإن إجلاء المستوطنين اليهود يعنى إجلاء حوالى ستين ألف مستوطن على الأقل من الضفة العربية وغزة لدولة إسرائيل، وضمنها مستوطنات مفروض أن تضم إسرائيل فى النهاية، وبأى مستوى سيكون هذا المشروع لحظة مواجهة الحقيقة لأى حكومة إسرائيلية قائمة ولكل السياسة الإسرائيلية، وقد أوقف هذا الاحتمال مراراً رؤساء وزراء إسرائيل ومنهم اليساريون مثل رابين وبيريز وباراك الذين صرحوا علناً بالحاجة إلى اتخاذ هذه الخطوة.

واتفاق «بيلين/عبدربه» فى چنيڤ الذى ينادى بإجلاء حوالى مائة ألف مستوطن يبدو غير عملى إطلاقاً فى ضوء الظروف القائمة، وفكرة صراع مدنى حول هذا الاجتمال التى زرعتها بعناية جماعة المستوطنين المتطرفين تثير فى الذهن الإسرائيلى ذكريات النتائج الكارثية للحروب اليهودية فى فلسطين التى مكنت الرومان فى الماضى من إكمال غزو وإخضاع فلسطين منذ ألفين من السنين.

فى هذا الجو فالكثير من الفلسطينيين والعرب داخل إسرائيل وضمنهم الكثير من المعتدلين المنادين بحل الدولتين مثل ياسر عبدربه وسامى نسين قد نادوا علناً مؤخراً بحل على أساس دولة واحدة.

وخلال الشهرين الأخيرين فقط فإن ياسر عرفات ورئيس وزرائه أحمد قريع «أبوعلاء» نادا علناً لأول مرة بدولة واحدة على أساس مبدأ المساواة فى التصويت وإذا فرض ووافق الجميع على ذلك تظل الدولة الواحدة تسمى إسرائيل لعدة أحقاب قادمة ولكنها تتحول تدريجياً لدولة عربية داخلها أقلية يهودية، دولة قد تتخذ قراراً بفتح أبوابها لعودة اللاجئين الفلسطينيين على نطاق واسع.

وحتى لو وافق القليل من الإسرائيليين من أقصى اليسار مثل نائب عمدة القدس السابق «ميرون بنفنستى»، الذى نادى لفترة خلال تسعينيات القرن العشرين بحل على أساس دولتين عندما كان ذلك محتملاً يعودون الآن لتأييد فكرة دولة واحدة كوسيلة وحيدة لإنهاء الصراع، وقال معلقون من بعيد مثل «تونى جوت» فى مقال مؤخراً فى جريدة «نيويورك» فى باب تلخيص الكتب الصادرة، قال فى شجاعة إن اليهود لم يعودوا فى حاجة لدولة يهودية، وإن حل دولة واحدة مزدوجة العنصرين من عرب ويهود هو الحل المفضل.

ولكن حل دولة واحدة مرفوض من أغلبية الإسرائيليين الذين تفضل أغلبيتهم الساحقة ليس مجرد دولة يهودية بل «دولة يهودية ديمقراطية» بمعنى دولة صهيونية مبنية على أغلبية يهودية تمنح حقوقاً كافية للأقليات غير اليهودية داخلها.

وهذا ربما يكون تعبيراً عن القيم المشتركة التى تربط أغلب الإسرائيليين (80٪) منهم ويهود الشتات وكلام دعائى فى إسرائيل عن دولة يهودية وديمقراطية قد زاد جداً خلال السنوات الثلاث الماضية.. وذلك رد فعل على الحملة الفلسطينية المركزة لهدم إسرائيل وتحيلها لدولة فلسطينية، والمطلب الإسرائيلى الشديد فى البقاء كدولة يهودية وديمقراطية يوضح كيف ينزلق الوضع فى دولة نحو كارثة ديموجرافية..

وإلى المقال القادم

الرئيس الشرفى لحزب الوفد