رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

 

مازلنا بصحبة الفيلسوف الكبير «ابن سبعين» وكان من القائلين بوحدة الوجود، وقد انتقل تصوف وحدة الوجود من الأندلس والمغرب إلى المشرق على يد ابن سبعين، جنبًا مع ابن عربى، بعد أن استقر به المطاف فى المشرق حيث نشر تعاليم هذا النوع من التصوف. جعلته محل اتهام وصلت إلى تكفيره، لكن يرى البعض أن الرسالة التى ناضل من أجلها ابن سبعين هى إثبات الوحدانية المطلقة لله فى إطار تصور وجودى يرفض أى اثنينية أو تقسيم فى الوجود.

ويعرف أبوالوفا التفتازانى  فكر  بن سبعين فى وحدة الوجود: يمد ابن سبعين فى مذهبه فى الوحدة المطلقة إلى مجالات أخرى من البحث الفلسفى، فهو يرى النفس والعقل مثلًا لا وجود لهما بذاتيهما، وإنما وجودهما من الواحد، والواحد لا يتعدى، فهما لا يخرجان عن قضية الوجود الواحد، والأخلاق عنده ملونة بلون الوحدة المطلقة، فالخير، واللذة، والسعادة فى التحقق بهذه الوحدة، والخير والشر لا فرق بينهما من حيث الحقيقة الوجودية، لأن الوجود قضية واحدة، وهو الخير المطلق، فمن أين يتأتى الشر فى الوجود؟ أضف إلى ذلك أن ابن سبعين يرى أن المحقق لا يطلق عليه سعيد؛ لأنه عين السعادة، وعين الخير، وعين الوجود.

ونظرية القيم الأخلاقية السبعينية ترتبط نسقياً بمبحث الوجود والمعرفة، ذلك أن الأخلاق عنده متوجهة فى الأساس إلى إثبات الوحدة المطلقة، الخير الأسمى، الذى فيه وبه ومنه الكمال والسعادة والرفعة، حسب اعتقاده.

ولابن سبعين طريقة غريبة فى الكتابة، فكلامه مفكك، قليل الاتصال، حتى قال قاضى القضاة ابن دقيق العيد: «جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاماً تعقل مفرداته، ولا تعقل مركباته».

وكذلك يتسم كلامه بكثرة ما يرد فيه من ألغاز وإشارات بحروف أبجد، وله تسميات مخصوصة فى كتبه هى نوع من الرموز كما قال أبوالعباس الغبرينى صاحب كتاب عنوان الدراية.

فمن كلامه الغريب مثلاً ما يكرره فى كتاب الإحاطة من عبارة: «إيه! أو قوله: «الله فقط» وتكرار لكلمة «إيه» اثنتى عشرة مرة فى سطر واحد، واستعماله حروف أبجد بطريقة من الصعب استخراجها، كقوله فى رسالة «الألواح»: «علمه فى الإنسانية إنسان، وفى ح ح، وفى ن ن، وفى ج ج، وفى علالمية علم، وفى العاقلية عقل». ومن أغرب كلامه الشاطح قوله فى ختام «الرسالة الفقيرية»: «السلام على المنكر والمسلم، والعالم والمتعالم، والغالط والمتغالط».

 

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد