رؤى
بصراحة لم أتمالك نفسى عندما قرأت الخبر، فطست على نفسى من الضحك، لدرجة أنى وقعت على ظهرى ورفست برجلى، والله كنت هموت من الضحك، وأنا رجل مريض بالقلب، بطنى وجعتنى من كثرة الضحك، ابنى جرى علىّ، وقدم لى كوب مياه، وسألنى باندهاش عن السبب، وأنتم طبعا تريدون معرفة السبب، أقول لكم، لكن رجاء مريض القلب عليه ان يتجنب القراءة.
الوزير أبوستيت، تسمعوا عنه؟، الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تخيلوا أمر بإنشاء موقع إلكترونى يخاطب من خلاله الفلاحين، وكتاب الله، والختمة الشريفة، أبوستيت أعلن عن إنشاء موقع للإرشاد الزراعى، ونشرت بوابة الأهرام خبر الموقع.
بالطبع أغلبكم من الأرياف وتعلمون جيدا أن معظم أهالينا فى القرى الذين يعملون بالزراعة لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، تسربوا من التعليم أو أنهم لم يذهبوا طوال حياتهم إلى المدرسة، وقضوا طفولتهم وصباهم وشبابهم فى فلاحة الأرض، ومن يعرف القراءة منهم لا يشكلون نسبة تذكر، والإرشاد الزراعى، أكرمكم الله، زمان كان من خلال الجمعية الزراعية، وكان المشرف الزراعى يجتمع بالفلاحين ويوضح لهم بعض ما يصادفهم من مشاكل فى الزراعة، وكان نظام الرئيس عبدالناصر يصدر كتيبات بعنوان الإرشاد الزراعة، كانت توزع على المهندسين الزراعيين لتثقيفهم، وتزويدهم ببعض المستجدات فى زراعة المحاصيل، وكان منها ما يخص زراعة القطن، القمح، الذرة، وغيرها من المحاصيل.
د. أبوستيت، أدام الله عزه، قال: ما فيش أفضل من التكنولوجيا، خصص مبلغا من موازنة الوزارة، أموال الدولة، أموال الشعب، لإنشاء موقع يخاطب من خلاله الفلاحين، ظنا منه أو باقتراح من أحد مستشاريه، أن الفلاح المصرى يجيد القراءة والكتابة، وانه يذهب إلى الغيط وتحت باطه «إبطه» لاب توب، ويو اس بى للإنترنت، بعد ما يحرث أو يزحف أو ينقر أو يروى أو يرش الكيماوى، يجلس ويفتح اللاب توب ويدخل يتابع اخر الأخبار، وربما قيل له: إن الفلاح المصرى بعد صلاة العشاء يسهر على اللاب توب، يقرأ، ويتابع، ويكتب بوستات على الفيس بوك.
د. أبوستيت، أعانه الله وكشف عنه الغمة، يعتقد أن بيوت الفلاحين المصريين لا تخلو من: تليفون أرضى، وإنترنت، وجهاز كمبيوتر، ولا من تاب أو أيباد، والفلاح إذا لم يدخل على الإنترنت من اللاب أو التاب أو الأيباد، دخله من المحمول، لهذا فضل أن يخاطبه عبر الإنترنت، وأن يزوده بالإرشادات الزراعية المطلوبة، خاصة أن معاليه، كتر الله من أمثاله، يمكنه اضافة الرسومات، والبيانات، والأشكال التوضيحية بجانب التعليمات المكتوبة.
لا أخفى عليكم، قلت يا ولد يا أستاذ علاء، شوف أقاربك فى البلد متفاعلين مع موقع معاليه، دام فضله، أم أن المعلومات أقل مما توقعوا، اتصلت بمن أثق فى تاريخه وخبرته الزراعية:
ــ ايه رأيك فى موقع أبوستيت؟
ــ مين؟
ــ التاب
ــ ربنا يتوب علينا جميعا ويتقبل منا ومنكم.
ــ طيب وموقع أبوستيت؟
ــ دى قرية نواحينا
ــ لا دى لبخة علشان المفاصل
ــ ربنا يعافيكم ويعافينا.