في المضمون
يجب الا يمر حادث الدرب الأحمر الإرهابي دون استخلاص العبر والدروس تحسبا لما هو قادم.. الحادث علي جميع مستوياته ليس عاديا ربما تكون خسائره أقل بسبب يقظة الشرطة ودقة المعلومات التي رصدت الإرهابي منذ فعلته الخسيسة بوضع قنبلة بجوار مسجد الاستقامة.. بالإضافة طبعا للعمل البطولي للضابط وأمين الشرطة وتضحيتهم المقدرة بدمائهم الزكية من أجل القبض علي الإرهابي حيا.. أما ما يدفعنا الي دراسة الأمر بشكل مركز فهو ما كشفت عنه التحقيقات من شخصية الإرهابي القتيل وحجم المتفجرات والأدوات الحديثة التي بحوزته.
إرهابي الدرب الأحمر ليس مجرد شاب مغيب جرت له عملية غسيل دماغ وانما قالت المعلومات وشهادات جيرانه إنه يحمل الجنسية الأمريكية ووالده يعمل هناك. صحيح أن والده عرف عنه التطرف وبطبيعة الحال فإنه سقي الابن من سمه، ولكن كل ذلك ليس كافيا لفهم هذا النموذج الجديد من التطرف.. واضح ان الإرهابي تلقي تدريبا وتجهيزا علي أعلي مستوي ومن أجهزة دول وينتمي الي ما يسمي بالذئاب المنفردة ولكن ليس انتماؤه انتماء فكريا فقط وانما ينتمي الي أجهزة معادية اعدته ودربته علي كل شىء بدءًا من طريقة دخوله الي مصر ومرورا بحصوله علي التقنيات المتقدمة للمتفجرات وطريقة التعامل مع الأحزمة الناسفة ..صحيح ان لجوء الأرهابي الي تفجير نفسه دفعه اليه يقينه بأنه وقع بيد الأمن لا محالة، ولكنه ايضا يكشف عن منهج متفق عليه بين أعضاء التنظيمات الأمنية هو تفجير نفسه والحاق اكبر قدر من الخسائر في صفوف الأمن وعدم تسليم نفسه حيا.
الحادث يحمل تفاصيل كثيرة ويدعونا لليقظة، خاصة انه تزامن مع عدد من العمليات الإرهابية المتعاقبة في سياق واحد.. الأيام القادمة صعبة، خاصة في ظل النجاحات التي يحققها الرئيس السيسي علي الصعيد الدولي ومع تحسن السياحة والاقتصاد بشكل عام.. كل ذلك ونحن مقبلون علي استفتاء علي تعديلات دستورية لا يريد لها تنظيم الإخوان وحلفاؤه ان تتم.. وايضا تنظيم بطولة الأمم الأفريقية.. كل تلك الأحداث تمثل تحديا كبيرا للدولة المصرية والشعب المصري في مواجهة خطط جماعة الإخوان ..مصر حتما ستنتصر لأنه ببساطة عمر عصابة ما تغلب دولة وشعبا، والإرهاب مهما اشتد فهو مهزوم.. فقط علينا دعم اجهزة الأمن والتعاون في إفشال كل تلك المخططات.