عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

كلما وقع حدث جلل نهرع إلى أجهزة التليفزيون وغيرها من الأجهزة المنافسة كالراديو والموبايل للحصول على المعلومات المتوفرة عن هذا الحدث، وفى أغلب الأحوال فإننا لا نكتفى بما يرد من مصدر واحد ولكننا ننتقل من مصدر إلى آخر تلمساً لمزيد من التفاصيل. وكثيرا ما نصاب بخيبة الأمل عندما تخذلنا بعض المصادر وتتأخر فى إذاعة الأنباء المهمة وخاصة القنوات الرسمية أو التى تتمتع بمصداقية كبيرة لدى الجماهير.

وقد عايشنا مثل هذه التجربة فى الفترة الأخيرة مع أنباء الأحداث الإرهابية الخسيسة التى وقعت فى شمال سيناء وبعدها تلك التى أحبطتها قوات الأمن وكانت تستهدف قوة أمنية أمام مسجد الاستقامة بالجيزة، وكذلك حادث انفجار عبوة ناسفة كانت بحوزة إرهابى أثناء قيام قوات الأمن بمحاصرته لإلقاء القبض عليه بمنطقة الدرب الأحمر، وما أسفرت عنه هذه الأحداث من استشهاد عدد من رجال الأمن أثناء قيامهم بواجبهم المقدس نحو حماية الوطن وإصابة عدد آخر منهم ومن المدنيين الذين تصادف وجودهم فى مناطق الأحداث.

وبشكل إجمالى يمكننا القول إن الإعلام المصرى لم يكن صاحب السبق فى إذاعة هذه الأخبار التى سبقته إليها محطات فضائية عربية اخرى. وإذا كانت هذه الفضائيات العربية تتمتع بقدرات تمكنها من تغطية الأخبار العربية والدولية التى تقع خارج جمهورية مصر العربية، بصورة تتفوق بها على قنواتنا المصرية، بسبب توظيفها لعدد كبير من المراسلين المحترفين الذين يتمتعون بمهارات فائقة تتيح لهم الوصول إلى مصادر إخبارية فى المناطق التى يغطونها، أو بسبب الاعتمادات المالية الضخمة التى توفرها هذه المحطات الفضائية لأعمالها الإخبارية، فإننا لا نجد سببا مفهوما ولا مبررا لتفوق هذه الفضائيات على قنواتنا المصرية فى السبق الإخبارى فى الأحداث التى تقع داخل مصر وتهم المصريين أكثر مما تهم أى أناس آخرين، وبالتالى يصبح من حقهم التعرف على أخبارهم من مصادر مصرية، ومن خلال وسائل إعلام مصرية. وبذا تتولد الثقة بين وسائل الإعلام المصرية وجمهور المشاهدين، ومع مرور الوقت تتزايد ثقة الجماهير فى أجهزتها الإعلامية التى تحوز على المصداقية وهى أعلى ما تصبو إلى تحقيقه أى أجهزة إعلامية فى العالم.

وإذا كانت السرعة عنصراً بالغ الأهمية فى العمل الإخبارى فإن الدقة لا تقل عنه أهمية. وربما كانت الدقة بما تتطلبه من وقت للمراجعة والتيقن تتعارض مع السرعة، إلا أن العنصرين لهما نفس الأهمية، ولا ينبغى التضحية بأحدهما على حساب الآخر. وقد لاحظنا ورود بعض المعلومات المتناقضة فى الخبر الواحد، وربما كان ذلك بسبب تغليب عنصر السرعة على عنصر الدقة، وهنا يفقد الخبر ركنا أساسيا يبعده عن المصداقية المنشودة. ويسعى مراسلو الوسائل الإعلامية المختلفة ومندوبوها الإخباريون، أول ما يسعون، إلى الحصول على البيانات الرسمية التى تصدر عن المتحدثين الرسميين أو المسئولين الذين يعبرون عن الهيئات المختلفة. ولذا يتعين على الجهات الرسمية إصدار ما يتوفر لديها من معلومات فى شكل بيانات متتالية على وجه السرعة، لتجنب نشر أخبار مشوهة أو مغلوطة. وعلى قنواتنا المصرية العمل على الحصول على هذه البيانات بالسرعة المطلوبة، لأن تقاعسها عن تحقيق ذلك ينطوى على خلل خطير لا ينبغى حدوثه أو استمراره.

ثمة ملاحظة أخيرة، أننا نربأ بقنواتنا المصرية عن إذاعة مشاهد الدم وضحايا الانفجارات على الشاشات، ففيها بُعد عن الإنسانية ودعوة إلى التوحش.