عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

ما زال الحديث مستمراً بصحبة الفيلسوف العظيم ابن السبعين الذى اختلف المؤرخون فى سبب خروجه من الأندلس، فأولئك الذين هم خصومه يقولون إنه نفى من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت عنه، وهى قوله «لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله لا نبى من بعدى»، ويرون فيها أنه كان ينكر النبوة، ويعد أنها شىء كسبى، وهناك من يرى فى هذا الكلام كثيراً من التجنى على ابن السبعين الذى كان يعظم النبوة، ويؤمن بالنبى «وقال بعضهم عند إيراده جملة من رسائله، أنها تشتمل على ما يشهد له بتعظيم النبوة وإيثار الورع، أما فى الجانب الآخر، وهم أنصار ابن السبعين، فإنهم يرون فى هجرته، أحد مفاخره، ودليلا على كونه وارثاً مخصصاً، لكن المنصف من الآراء فقد رجحت هجرة ابن سبعين من الأندلس إلى هجوم الفقهاء عليه وخوفه منهم.

رحل إلى مصر، وأقام بها مدة قصيرة فيما يبدو، لأن هدفه الأول كان الحج، ودخل مكة سنة 652 هـ، واستقر بها وتتلمذ على يده أمير مكة، الذى عالجه من أذى أصابه فعوفى فصارت له عنده منزلة. وشريف مكة هذا هو أبى لحى محمد بن أبى سعد. وشاع صيته وكثر أتباعه بين أهل مكة بسبب سخائه وعلمه، وكان أهل مكة يعتمدون على أقواله، ويهتدون بأفعاله، وقد ظل ابن السبعين فى مكة حتى توفى بها.

وفاته

على الرغم من أن أبرز كتب التاريخ والمؤرخين كابن الخطيب وابن كثير وابن تغرى بردى والتنبكى وابن العماد والغبرينى وغيرها تذكر أن وفاة الرجل كانت ميتة طبيعية، إلا أن تناقض بعض الروايات حول طريقة موته حصل على إثرها ابن السبعين على شهرة كبيرة، حيث اختلفت هذه الروايات حول الكيفية التى مات عليها، فيقول ابن شاكر الكتبى فى فوات الوفيات فى رواية غير مؤكدة عن انتحار ابن السبعين بأنه قطع شرايين يده حتى تصفى دمه، وهى رواية يستعملها خصوم ابن السبعين للنيل منه، ورواية أخرى تقول إنه نشبت عداوة بين ابن السبعين ووزير ملك اليمن الذى كان حنبليًّا، وكان يتحدث عن كراهية هذا الوزير له وليس ببعيد أن يكون هذا الوزير قد أثر فى ملك اليمن وأحنقه على ابن السبعين فدبرا معاً من يدس له السم للتخلص منه، ومن المعاصرين من يلوح بانتحاره بدعوى «انتهى من أذواقه إلى الفناء عن نفسه والاستغراق فى ربه والاتحاد به»، بينما يرى آخرون أنها كانت فعلة وجودية من الطراز الأول.

أفكاره

هاجم الفلسفة، لأن الفلاسفة يقلدون- حسب زعمه- أرسطو تقليدا أعمى، وهاجم بعنف الفارابى وابن سينا أو من أسماهم بالمشارقة، وكان له موقف من الفقه والكلام والتصوف، منطلقاً من موقفه القائل بالوحدة المطلقة، والتى ينبغى على القائل بها أن يصل إلى رتبة «المحقق» أو أن يكون ملماً بعلم التحقيق، وبعبارة أخرى فإن الوحدة المطلقة عند ابن السبعين تكون هى موضوع علم التحقيق، ذلك العلم الذى يحوى صاحبه كل الكمالات الوجودية والذوقية.

ويرى ابن السبعين أن الفقيه يستند إلى الشريعة، التى هى حق بلا شك، إلا أنه يرى أن الفقيه يفسد الشريعة بتقديمه تذريعات عديدة تتفرع من الأحكام التى يستخرجها منها، ويرى أيضاً أن «الفقيه» يفتى أحياناً من عند نفسه بفتاوى قد تختلف مع الشريعة، ويتمسك كثيراً بالتقليد الأعمى.

 

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد