رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الإرهاب يترنح.. هذه العبارة هى خير معبر عن العمليات الإرهابية الخسيسة الأخيرة التى نفذتها تنظيمات الغدر من سفاحى الإخوان و«أجناد مصر» و«داعش» ومن على شاكلتهم.

وهذه العبارة.. وإن كانت تبدو للبعض كأنها «كليشيه جاهز» أو جملة نمطية.. لكن واقع الأمر وتطورات الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك.. أن هذا «الترنح» هو فعلاً ما تعانيه الآن جماعات الإرهاب التى كانت حتى وقت قريب تضع كل رهانها وتحشد كل قوتها على أرض مثلث مدن شمال سيناء (رفح، العريش، الشيخ زويد) التى لا تمثل مساحتها أكثر من 2% من إجمالى أراضى شبه الجزيرة.. ظناً منها أنها قادرة على استئصال هذا الجزء الغالى من الوطن.. وإعلانه إمارة لها تابعة لدولة خلافتها المزعومة.

<>

كانت كل الأعمال الإرهابية تنحصر فى المدن الثلاث الصامدة.. باستثناء بعض العمليات المتفرقة.. على فترات متباعدة.. واستهدفت اغتيال بعض الشخصيات وتفجير كمائن أمنية أو زرع عبوات ناسفة بدائية وسط تجمعات المدنيين بهدف بث الرعب والخوف فى نفوسهم.. ومن باب محاولة إثبات الوجود.. لا غير.

كما يعود ذلك بشكل كبير إلى نجاح الأمن فى اصطياد الكثير من «الخلايا النائمة» و«اللجان النوعية» التابعة لتنظيمات الإرهاب.. وتصفية عناصر قيادية مؤثرة فى هذه التنظيمات.. وقد لاحظنا فى فترة أعياد الميلاد وبداية العام الميلادى الجديد مؤخراً، وللمرة الأولى منذ أعوام، أن هذه الاحتفالات مرت بسلام.. ولم يعكر صفوها سقوط شهداء أو مصابين، كالمعتاد، من إخواننا الأقباط ضحايا لسفاحى التنظيمات الإرهابية.

< لكن="" الملاحظ="">

من حادث الدرب الأحمر أمس الأول أن الإرهابيين عادوا للخروج من داخل «المثلث السيناوى».. فى محاولة جديدة لتصدير عملياتهم الإجرامية إلى قلب المدن الكبرى.. وتشير المعلومات الأمنية إلى أن كل الجرائم الإرهابية إلى وقعت خارج سيناء إما نفذتها عناصر هاربة من هناك، أو مكلفة من جانب قيادات التنظيمات المتمركزة فى سيناء.. أو عناصر «الذئاب المنفردة» المقيمة فى المحافظات وتربطها صلات تنظيمية بتلك القيادات.

هذه «الذئاب المنفردة» هى الظاهرة التى نريد أن ننبه إلى خطورة انتشارها الآن فى مصر.. وهذا الوصف يطلق على هؤلاء الأشخاص «غير المنظمين» أى الذين لا يخضعون إلى تنظيم هرمى يتلقون منه التعليمات للقيام بالعمليات الإرهابية.. لكنهم يقومون بالتخطيط والتنفيذ اعتماداً على إمكانياتهم الذاتية.

وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص من الشخصيات العادية التى لا تثير الشكوك فى سلوكها وحركتها اليومية.. وأغلبهم بحسب دراسات أمنية يكونون من أصول عربية وإسلامية.. أم ممن سبقت لهم الإقامة فى دول أوروبية وغربية.

وتقوم عمليات «الذئب المنفرد» عادة على التمويل الذاتى المحدود والاستعانة بالمواد التى تدخل فى صناعة المتفجرات، ويمكن الحصول عليها من الأسواق دون أن تجلب الانتباه والمراقبة، وأغلبهم ممن لا يترددون على المساجد وربما لا يكونون من الملتحين.. ويتقنون لغات أجنبية، ويجيدون التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة.

<>

أن هذه الأوصاف تنطبق تماماً على الإرهابى الانتحارى الحسن عبدالله منفذ عملية الدرب الأحمر الإرهابية.. والذى يحمل الجنسية الأمريكية هو ووالده.. وعاش فى الولايات المتحدة، وتعلم بها فترة من عمره.. وهو ما أكدته أيضاً المضبوطات ومواد صناعة المتفجرات المضبوطة فى محل إقامته.. وهذا البعد نرجو أن تنتبه له أجهزة التحقيق فى الحادث.. فهذا «الحسن» ما هو إلا ذئب داعشى منفرد.. وبالتأكيد سيكون له زملاء آخرون مكلفون بتنفيذ مهام مثيلة.

< ولذلك="" ننبه="" إلى="" أن="" الفترة="" المقبلة="" لن="" تكون="" سهلة="" بالنسبة="" لأجهزة="" الأمن..="" وأنها="" تتطلب="" كل="" اليقظة="" ورفع="" حالة="" الاستعداد="" والتسليح="" القصوى..="" ترقباً="" للمزيد="" من="" تلك="" العمليات="" التى="" نسأل="" الله="" اللطف="">