رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

قال لى صديق هولندى إعلامى عاد حديثاً من القاهرة إنه لاحظ مؤخراً وجود عدد أكبر من السياح فى مصر مقارنة بالسنوات السابقة، ذلك القطاع الذى تأثر سلباً بعد ثورة 25 يناير 2011، وأن الثقة فى الحالة الأمنية بدأت تعود مرة أخرى بعد أن كانت قد تداعت فى أكتوبر 2015، بسبب حادث سقوط طائرة ركاب فوق الأراضى المصرية، مما أدى لتوقف العديد من الرحلات الجوية خاصة الى منطقة شرم الشيخ.

وأردف قائلاً: «للأسف الشديد لا توجد فى مصر فنادق جيدة 3 نجوم مثلاً تستقبل متوسطى الدخل من الأوروبيين، ومازال نسبة كبيرة من سائقى التاكسى تستغل السواح، كما أن أصحاب الجمال والخيول فى منطقة الأهرامات أيضاً لهم سلوكيات مُسيئة مع السواح حيث يفرضون مبالغ كبيرة لركوب الجمال» واستمر الزميل الإعلامى الذى يُحب مصر فى حديثه وحكى لى ما لا أستطيع روايته لأننا نعلم جيداً أوجه القصور والمُخالفات فى المجال السياحى، وليس عيباً أن نتعلم من انتقادات الآخرين خاصة أصحاب النوايا الحسنة.

 كما كتبت مؤخراً الصحيفة الهولندية المؤثرة Trouw «الثقة» تقول إنه تم مؤخراً نقل العجلة الحربية لـ توت عنخ آمون بعناية إلى المتحف الجديد، ولم يعُد السواح بعد الآن فى حاجة الى السير فى الجنون المرورى للقاهرة من أجل رؤية قناع الملك توت الذى انتقل إلى متحف جديد قريب من الأهرامات والذى يجب أن يُحيى السياحة المصرية من جديد.

وعلى الطريق السريع فى الجنوب الغربى من القاهرة تستطيع من مسافة كبيرة مشاهدة أهرامات الجيزة القديمة، تلك التى كانت فى الماضى تبعُد عن المدينة، أما الآن وأنت فى الطريق إلى الأهرامات تمر وترى على جانب الطريق مساكن نصف مبنية، حيث الطوب الأحمر العارى دون طلاء، وسلم يعلو إلى طابق علوى لم يكتمل أبداً، وقد بدأت الجدران تنهار ببطء، فيما أن بعض شرفات المنازل وعليها أحبال الغسيل تم دهانها، ولكن مُعظم البيوت لم يسكنها أحد من قبل.

وسط هذا المشهد من بيوت الأشباح، وأشجار النخيل، والصحراء والأهرامات ترى من مسافة بعيدة مبنى جديداً متألقاً عملاقاً، إنه المتحف المصرى الكبير الذى قد يصل ارتفاعه إلى أربعين متراً ليضم أكثر من مائة ألف ليعرض التماثيل الفرعونية المصرية القديمة.

تعود فكرة بناء هذا المتحف قبل عشرين عاماً، عندما اكتظ المتحف المصرى فى وسط القاهرة بالاكتشافات الأثرية التى يعثر عليها عُلماء الأثار المصرية، ولكن منذ أن وضع الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك حجر الأساس فى عام 2002، تغيرت كثير من أحوال البلاد واكتسب مشروع المتحف معنى مختلفاً.

لقد كان لثورة يناير 2011 التى أجبرت مبارك على التنحى، وتغير النظام بعد فترة قليلة، وسلسلة من الهجمات الإرهابية، تأثير كبير على السياحة فى البلاد، ذلك القطاع الذى كان قبل الثورة يشكل نسبة 10% من الاقتصاد المصرى ويوفر 12% من فرص العمل، وانهار تماماً فى عام 2015 خاصة بعد العمل الإرهابى الذى أسقط طائرة روسية راح ضحيتها 224 راكباً.

ويأتى افتتاح المتحف الكبير العام المُقبل بمثابة رمز لإعادة الروح من جديد للسياحة المصرية، وتقول رؤية وزيرة السياحة الجديدة «رانيا المشاط» إنه لابد فى المستقبل أن يكون لكل أسرة مصرية دخل من السياحة بشكل مُباشر أو غير مُباشر، وقد أطلقت المشاط أكثر من حملة فى هذا الشتاء لإعادة بث الروح من جديد فى السياحة، تمثلت فى إجراء تجديدات فى منطقة الأهرامات، وتأهيل أصحاب الجمال وتوعيتهم لمنعهم من الاحتيال على السواح.

[email protected]