رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

ما الذى يمكن أن تصف به حادث حارة الدرديرى بحى الأزهر الذى راح ضحيته 3 من رجال الشرطة، وأصيب فيه 4 آخرون؟ ما الذى يمكن ان تقوله لأسر الشهداء؟ ما الجمل التى يمكن أن تقولها لأولادهم الذين ينتظرون عودتهم؟

مثل سائر أي مواطن ذهبوا إلى عملهم، المعلومات التى توصلوا إليها، أكدت خطورة المشتبه فيه، والتحريات أكدت ضلوعه فى تفجير مسجد الاستقامة بالجيزة، والمراقبة لتحركاته أوصت بسرعة القبض عليه لخطورته، فقد يقوم بعملية جديدة فى أى لحظة، يروح ضحيتها العديد من المواطنين أو رجال الشرطة أو الجيش، اجتمع فريق البحث ودرس جميع المعلومات والتوصيات، ووضع أكثر من خطة للقبض على كلب النار، وبمناقشتها تفصيليا، استقر الرأي على القبض علي خارج المنزل، القبض عليه داخل الشقة قد يسفر عن ضحايا، فكروا فى مداهمة الشقة فى الفجر وهو غارق فى النوم، وفكروا فى انتحال أحد الضباط صفة كشاف الغاز او الكهرباء، ودخول الشقة والقبض عليه، قيل: ربما يفجر نفسه ويتهدم المنزل على السكان، وتقع أسر كاملة ضحايا فى تفجيره بالشهادة أو لإصابة، وربما يفتح النار ويصاب الأبرياء.

فى النهاية، وجدوا أن أسلم طريقة للقبض على كلب النار، انتظاره أسفل المنزل والقبض عليه خلال ركوبه العجلة، يفاجئونه وينقضون عليه ويلقون القبض عليه، انتظروا أسفل المنزل فى عز البرد لساعات، وفى حوالى التاسعة، ظهر كلب النار، خرج من باب البيت، يحمل حقيبته، ويضع طاقية على وجهه وكمامة على أنفه وفمه لكى يخفى معالم معظم وجهه عند مروره امام الكاميرات المثبتة فى الشوارع والمحال، اسرع نحوه، الأمين محمود أبوزيد، والمقدم رامى هلال، كلب النار فجر قنبلة كانت بحوزته، استشهد ثلاثة من اولادنا، واصيب ستة آخرون: محمد سالم سليمان ٣٢ سنة، معاون مباحث الجمالية، وضابط شرطة أحمد محمد فاخر ٣٨ سنة، وعقيد شرطة شهاب مرتضى، وحلاوتهم زينهم إبراهيم 44 سنة، حسن محمد محمد 16 سنة و«أوتك بك»، 25 سنة، طالب بجامعة الأزهر يحمل الجنسية التايلاندية.

كان المقرر عودة فريق البحث بكلب النار، لم يضعوا فى حسبانهم تفجيره قنبلة، فكروا قبل القبض عليه فى تثبيته عن بعد، وإرغامه على النوم على الأرض ووضع يديه خلف ظهره او فوق رأسه وفكروا فى ضربه برصاصة فى ساقه أو كتفه تشل حركته، وفكروا فى قتله عند محاولته اطلاق النار عليهم، توقعوا ارتداءه حزاما ناسفا، وأنه قد يفجر نفسه، لذا قرروا أن يسرعوا نحوه، وشل حركته، وعدم اعطائه الفرصة لتفجير الحزام الناسف، لكن مع القدر يعمى البصر، ضغط كلب النار على القنبلة، واستشهد أولادنا الأبطال، صعدوا إلى الله عز وجل احياء سيرزقهم من عنده، وصعد كلب النار إلى عذاب ما بعده عذاب، اللهم متع أولادنا برزقك السماوى، وعذب كلب النار بأشد عذابك، وألهم أسر الشهداء الصبر والفخر ببطولتهم.

 

[email protected]