عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

لم أجد بد من الاستمرار فى هذا الموضوع الشاق على نفسى.. الإلحاد والتشدد بين الشباب.. وذلك بعد أن ظهر شاب جديد ممثل مشهور يعلن خروجه من الإسلام على الفيس بوك اسمه شادى سرور، اشتهر بفيديوهات الاسكتشات الكوميدية على السوشيال ميديا ولكنه أصيب بإحباط شديد بسبب الانتقادات التى يتعرض لها ولا أعرف ما هو الرابط بين إسلامه وإحباطه فى هوايته.. بداية الإسلام لم يُكره أحداً على الإيمان.. ولم يأت أبداً بحد السيف كما يزعم بعض المدلسين.. كما أن الإسلام رفض أن يرفع بعضنا السلاح على البعض حتى ولو بالمزاح فما بالك بمن يقتلون جنودنا حراس الوطن.. ولم يترك الإسلام كلمة التوحيد لعبة تدخل وتخرج كيفما تشاء وجاءت الآية.. «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)» للتهديد والوعيد وليس للتخيير.. لذلك جاء فى الآية قوله «إنا أعتدنا للظالمين ناراً..».

 ويأتى الوعيد لمن دخل الإسلام ويريد أن يخرج منه وهى المسألة التى شرع فيها القصاص لولى الأمر.. وذكر لنا التاريخ حروب الردة التى قادها الصحابى الجليل أبوبكر الصديق.. ورغم كراهيتى الإلحاد إلا أنى أنظر لهذا الملحد فى بعض الحالات نظرة المشفق عندما أشعر أنه ضحية أمراض نفسية وضغوط اجتماعية.. فهو يشبه تماما المنتحر المريض نفسيا خاصة أن تلك الحالة جعلته يعرض حياته للخطر ويعلن الإلحاد وسط مجتمع مسلم ربما يظهر من بينه من يطالب بالقصاص منه.. وهو بظهوره على الشاشات مثلما حدث فى الفيلم الوثائقى «فى سبع سنين» الذى أنتجته قناة الجزيرة والتقت بفتاتين وشابين مسلمين خرجوا من الإسلام يعرض نفسه على أقل المخاطر لازدراء المجتمع والهجوم والاحتقار. الحق أقول أنى شاهدت فى أعينهم نظرات الانهيار.. لماذا لم نحاكم أنفسنا أولاً وما حدث لمجتمعنا فى تلك السنوات السبع الأخيرة وكيف قتلت الأحقاد والاتهامات الشباب معنويا.. أستطيع أن أعود بالذاكرة لسنوات قريبة كانت قلوبنا ترتجف ووصل المجتمع لمستوى متدنٍ من الأخلاق جعل فتاة الفيلم الملحدة والتى كانت منتقبة تخلع الحجاب كاملا بل وتلحد أيضًا وتعلن خروجها من الإسلام.. بعد أن تحرك بداخلها السخط عندما تعرضت لهجوم شباب داخل مترو الأنفاق لارتداء النقاب بل وتطور الأمر من مجرد المعاكسة اللفظية إلى قيامهم برفع النقاب بل وشد العباءة من عليها وهم يتهمونها أنها إخوان.. وقتها جعلها الخوف تقرر خلع النقاب ثم قررت خلع الحجاب بل والإلحاد أيضا.. ماذا حدث للمجتمع وكيف انقسم بهذا الشكل؟.. وألقيت التهم والمهاترات باسم الدين بين التكفير والاتهام بالتشدد والطرفان استخدما الدين لدعم قضيتهما فخرج بعض الضحايا من الدين معتقدين أنه السبب وراء تلك الأزمات وليس الأشخاص.. للأسف السبع سنوات أخرجت أسوأ ما فينا وكشفت المستور من أحقاد وضعف إيمان.. فمتى نعود لنصبح طرفاً واحداً.. ومتى نخرج من هذا الكهف الذى سيطر عليه إما رجل دين جاهل أو كاره دين متعصب. نحتاج إلى طبيب نفسى يضمد الجراح.. ولن تأتى راحة البال إلا بالرضا بما قسمه الله لك.. سلام على تلك الأرض التى ابتلت زرعتها بندى الحرية ولم ترتوِ. إنها القصة التى لم تكتمل.

 

[email protected] com