رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نواصل الحديث عن الفلاسفة العظام الذين غيروا وجه التاريخ، ومن هؤلاء «ابن سبعين» وهو عبدالحق بن سبعين فيلسوف متصوف أندلسى. اشتهر برسالته المسائل الصقلية، والتى كانت عبارة عن أجوبة لأسئلة أرسلها الإمبراطور فريدريك الثانى إلى الدولة الموحدية انتشر صيته فى أوروبا فى عصره، فذكره البابا وتحدث عنه حيث قال: «إنه ليس للمسلمين اليوم أعلم بالله منه تعتبر فلسفته أحد المنعطفات الفكرية والإضافات التى عمَّقت طريق البحث الفلسفى ضمن إطار الدين.

وعبدالحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر، ويكنى بأبى محمد، ويلقب فى المشرق بقطب الدين ومسقط رأسه رقوطة بمرسية فى الأندلس، وينتمى إلى أسرة نبيلة وافرة الغنى كان لها شأن بالأندلس، قضى مطلع شبابه بها، حيث تعلم العربية والأدب ونظر فى العلوم العقلية وأخذ التصوف عن ابن دهاق. وقد لقب بشيخ السبعينيَّة نسبة إلى الطريقة الصوفية التى يسمى أتباعها بالسبعينية، كما يسمون «الليسية» لأن ذكرهم كان: «ليس إلا الله». واشتهر بابن سبعين لأنه كان يطلق على نفسه ابن دارة – والدارة فى الحساب = حرف العين = 70.

ألف كتاب بد العارف وهو ابن خمس عشرة سنة، وهو كتاب يحتوى على الكثير من الصنائع العلمية والعملية والأمور السنية، واعتبر ذكاؤه خارقاً للعادة. وفى الطور الثانى من حياته بدأ بارتحاله من مرسية نحو 640 هـ إلى بعض بلاد الأندلس ثم شمالى أفريقيا.

وقضى الفترة الزمنية من حياته الروحية فى المغرب الأقصى، وفيه أيضاً ألّف معظم رسائله، وجرت له المناظرات العنيفة مع فقهاء المغرب. وكان ابن سبعين قد انتقل إلى المغرب وهو دون العشرين، فأقام أولاً فى سبتة هو وجمع من أصحابه وأتباعه الذين كانوا قد بدأوا يلتفون حوله وهو لا يزال فى الأندلس. وشاعت شهرته بالزهد والعلم، وكذلك شهرته بالفلسفة التى استطارت فى الآفاق، بدليل ما ورد فى مستهل كتاب «المسائل الصقلية»، وهى المسائل التى كان الإمبراطور فردريك الثانى ملك النورمانديين فى مملكة صقلية قد وجهها إلى علماء المسلمين للاستفادة وحب الاستطلاع لما كانت عليه شهرة المسلمين حينئذ بالفلسفة والعلم. وهذه المسائل الصقلية التى سأل عنها فردريك الثانى علماء المسلمين هى: المسألة الأولى عن العالم: هل هو قديم أو محدث، والثانية من العلم الإلهى: ما هو المقصود منه، وما مقدماته الضرورية إن كانت له مقدمات، والثالثة عن المقولات أى شىء هى، وكيف يتصرف بها فى أجناس العلوم حتى يتم عددها، وعددها عشر، فهل يمكن أن تكون أقل، وهل يمكن أن تكون أكثر، وما البرهان على ذلك، والمسألة الرابعة عن النفس: ما الدليل على بقائها وما طبيعتها، ويتفرع عن هذه المسألة الأخيرة سؤال عن أين خالف الإسكندر الأفروديسى أرسطوطاليس. كلفه بالإجابة عنها السلطان عبدالواحد الرشيد.

ويظهر أن المكانة التى نالها ابن سبعين بجوابه كانت عالية وقد أوغرت صدور الفقهاء عليه فراحوا يتهمونه بالكفر، مما اضطر حاكم سبتة، ابن خلاص، إلى طرده منها، فسكن فى بجاية مدة إلى أنه فى النهاية ونتيجة لكيد من حوله له تمّ نفيه من المغرب، وكان خروجه منها سنة 642 هـ وهو فى الثلاثين من عمره. ومن هذا أنه أقام بالمغرب حوالى خمس وعشرين سنة.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد