رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

إزالة الحواجز الخرسانية من أمام المنشآت أكبر دليل على عودة الأمن والأمان والوجه الجميل والحضارى إلى القاهرة أم الدنيا، وإلى كل شبر على أرض مصر المحروسة، بعد سنوات عجاف فرضت علينا، وعشنا مع الإغلاق والمتاريس عقب ثورة 25 يناير لتأمين منشآت البلد الحيوية الواقعة فى قلب القاهرة ومناطقها المختلفة.

تحملت وزارة الداخلية عبء استقرار الأمن، واضطرت إلى إقامة حواجز أدت إلى اغلاق معظم الشوارع الجانبية فى فترة اختلط فيها الحابل بالنابل، والوطنى والمأجور، والممول والمتعفف والإرهابى والخائف على بلده. فى هذه الفترة استغلت جماعة الإخوان حالة السيولة الأمنية وفعلت ما فعلت، استقوت بالخارج، وحصلت على تمويلات استطاعت من خلالها السطو على السلطة، وكشفت عن وجهها القبيح وخيرت الشعب المصرى وعلى رأسه المسيحيون بين البقاء تحت سطوة المرشد والحكم الدينى أو الباب يفوت جمل، الشعب تمسك بمصريته، ووطنيته وقاهرة المعز وقال للإخوان برة وعادت مصر إلى حضن أبنائها الأوفياء الذين يقدرون قيمتها، وتخصلت من حكم فاشى إرهابى يتعامل مع الوطن على أنه حفنة تراب، قام بتسريب أسرار الدولة إلى من يدفع الثمن، وكاد يتخلى عن سيناء الحبيبة، ودفعت الشرطة المصرية ثمن حماية الأمن الداخلى وتحولت وسط البلد إلى ما يشبه الزنازين خوفًا على الوزارات والمصالح والسفارات ومقر البرلمان ومقر مجلس الوزراء، الدولة بالكامل كانت تحت الحصار وكان الإرهابيون والمأجورون يخططون ليل نهار لضرب البلد فى أعز ما تملك وهم رجالها واقتصادها.

كنت أتوجه يوميًا إلى منطقة وسط البلد، لأشاهد أكبر ثلاثة حواجز أحدها فى شارع سيمون بوليفار المؤدى إلى السفارة الأمريكية والثانى فى شارع الفلكى المؤدى إلى وزارة الداخلية، والثالث فى شارع قصر العينى بالقرب من مقر البرلمان، وكنت عندما أريد الوصول إلى مجلس الشعب اتسلق حاجزا من الحجارة ارتفاعه حوالى ثلاثة أمتار، كان غيرى المئات ينتظرون دورهم فى التسلق من مكان محدد، كانت النفوس مكسورة وكأننا فى معتقل، أو اننا عبيد، أو أسرى، تحملنا عبء هذه الأيام التى فرضت المتاريس فى جميع الاتجاهات فى القاهرة، ومرت مصر من الأيام العجاف، وتحولنا من شبه دولة خلال حكم الإخوان إلى دولة، ومن عاصمة آيلة للسقوط، إلى عاصمة يتحدث عنها العالم، وأقمنا العاصمة الإدارية الجديدة، وآلاف المشروعات التنموية والخدمية والاجتماعية، وارتفع صوت مصر فى المحافل الدولية، لتدافع عن قارتها، وحقوق الدول التى سقطت وكان مصيرنا سيكون مثلها، لولا حكمة القائد الذى اختاره الشعب بأمر تكليف بعد ثورة 30 يونية، والذى قاد السفينة وعبر بها إلى بر الأمان.

خالص التحية لوزارة الداخلية وأجهزتها التى تحملت عبئا ثقيلا فى تأمين الجبهة الداخلية، وقدمت فى سبيل ذلك أغلى أبنائها فداء لمصر وشعبها، حاليًا العاصمة بدون حواجز خرسانية من أقصاها إلى أدناها، جميع المصالح الحكومية تتنفس حرية وأمنا، تفتحت الشرايين المرورية فى كل مكان، وانتهت المعاناة اليومية التى كان يواجهها الجمهور. فى كل يوم انجاز جديد، ومشروع جديد وأمل جديد، فمصر عصية على كل من يريد بها شرا.