رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

على شاكلة إسرائيل مضت الولايات المتحدة تمارس إرهاب الدولة وتتبنى أحط الأساليب التي لا يمكن للمرء معها أن يصدق أنها دولة عظمى، فهى بسلوكياتها قد وصلت إلى قمة الحضيض إذا كان للحضيض قمة. رأينا ما تفعله في فنزويلا من تدخل سافر في شؤونها الداخلية بفرض وصايتها على الدولة وانتزاع الشرعية عنوة من الرئيس «نيكولاس مادورو» الذى جاء عبر الانتخابات، ودعمها في المقابل لزعيم المعارضة «خوان جوايدو» الذى أعلن نفسه رئيسا بالوكالة. لقد غدت أمريكا غول العصر بلا منازع. وراح الجميع يتكهن من الآن عن الضحية القادمة التي ستطالها الهجمة الأمريكية الشرسة في اسقاط الأنظمة. لقد نسف ترامب بغوغائيته وبالهستريا التي سكنته كل المبادئ وأطاح بالقانون وتجاوز كل الشرائع الأخلاقية والدينية والإنسانية عندما فوض لنفسه الحق في أن يتعامل مع أنظمة الدول وكأنها نبت شيطاني ينبغي استئصاله أولا بأول.

سارع ترامب في عملية التفافية فدعا إلى مؤتمر وارسو والذى هدف من خلاله إلى تشكيل تحالف ضد ايران. اختتم المؤتمرالخميس الماضى تحت لافتة خداع تدعى أنه مؤتمر حول السلام والأمن في الشرق الأوسط وجهود دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، غير أنه في حقيقته لم يكن إلا مؤامرة تستهدف في الأساس تصفية القضية الفلسطينية. ولهذا وصفته حركة فتح بأنه محاولة أمريكية للترويج لأفكار لا يقبلها ولا يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى. الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر عقد في الأساس من أجل مواجهة ايران. إنها أمريكا التي بحثت ونقبت عن أي عدو لتشرع فى تضخيم خطره للتغطية على حليفتها إسرائيل التي تحتل الأراضى الفلسطينية والسورية واللبنانية. ومن ثم جاء عقد مؤتمر وارسو لتلميع صورة الكيان الصهيوني وتمكينه من التسلل إلى الفضاء العربى لا سيما مع التغيير الطفرى الذى طرأ على واقع بعض الدول العربية التي لم تعد ترى في إسرائيل العدو المتربص بالمنطقة. وتم هذا بعد أن أجروا مقارنة بينها وبين ايران، فكان أن خيل لهم أن خطر إسرائيل أقل بكثير من خطر ايران. ولعل هذا هو فحوى الرسالة التي حاولت أمريكا إيصالها إلى العرب بهدف تحقيق التقارب مع إسرائيل التي يتم تصويرها على أنها الدولة الحليفة والصديق الوفى، وأنه لم يعد هناك أي خلاف بينها وبين الدول العربية بشكل يحول دون التطبيع معها.

إن عقد مؤتمر أوسلو في هذا التوقيت لا يمكن فصله عن الهدف الحقيقى المتمثل في دعم نيتانياهو في معركته الانتخابية حتى يفوز مجددا بفترة رئاسية جديدة، فرغم محاولة ترامب منح الانطباع من أن عقد المؤتمر جاء من أجل دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلا أنه لم يكن إلا محاولة أمريكية إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وإعادة رسم خريطة الصراعات والتحالفات في الشرق الأوسط. حيث إن أمريكا لا تخفى سعيها لجعل إسرائيل دولة شقيقة للمحيط العربى على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بالإضافة إلى الاستمرار في ترسيخ الاحتلال ونظام الابرتهايد العنصرى ضد الفلسطينيين.لقد ظهر مؤتمر أوسلو على حقيقته، فلم تكن هناك آية علاقة له بالقضية الفلسطينية ولا بانهاء الاحتلال. وإنما جاء ليشكل أكبر خدمة للدعاية الانتخابية الليكودية المتنكرة للسلام والرافضة للانسحاب من الأراضى المحتلة. نعم جاء المؤتمر لدعم الكيان الصهيوني الغاصب الذى مازال يحلم بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.