رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نتفق على أن الصين فى القرن الحادى والعشرين لاعب أساسى فى العلاقات الدولية لأنها فضلت أن يكون التعاون الاقتصادى مدخلًا لخلق تحالفات جديدة غير تقليدية فى مواجهة القوى والتحالفات التقليدية ومنها بالطبع الولايات المتحدة التى ليس من صالحها تجاهل التمدد التجارى الصينى الذى يلقى ترحابًا متزايدًا كما ليس من صالحها التمسك بـ«أسلوب العنجهية» الذى هو سمة مميزة لحكم الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب، وإن تحليل شواهد المدى المتوسط على الأقل يؤكد أن ميزان القوى سيميل نحو الصين، فى حال إذا استمر الخلاف الأمريكى الأوروبى واستطاعت بكين أن تكون مع روسيا جبهة مناهضة للهيمنة الأمريكية، وأعتقد موسكو ستفتح ذراعيها لمشروع الحزام والطريق أو مبادرة طريق الحرير الجديد خاصة أنه فى أحد فروعه يمر عبر الأراضى الروسية أيضاً.

وما يعنينا هو المستوى الإقليمى العربى وعلاقته بهذه المبادرة بداية لا بد أن يعيد العرب النظر فى تضخيم أهمية علاقات الشراكة مع الولايات المتحدة والتيقن من أن واشنطن لا تسعى سوى إلى استنزاف الثروات العربية بشكل أو بآخر حتى ولو تسللت إلى العقل والفكر العربى تحت شعارات رنانة مثل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وأعتقد أن هذه الشعارات قد فقدت بريقها بعد أن تم اكتشاف أنها استغلت تحت صور شتى لتأليب المجتمعات داخليًا فى إطار توظيف القوى الناعمة ضمن ما يعرف بحروب الجيل الرابع، بينما دولة مثل الصين ترى مصالحها فى خلق مزيد من فرص التعاون مع الدول العربية التى تعتبر حلقة الوصل لربط طريق الحرير الجديد بأوروبا.

إذن، استطاعت الصين أن تمارس شكلًا من أشكال الدبلوماسية دعونا نسمية دبلوماسية طريق الحرير تحقق الاستفادة المتبادلة مع الدول التى تشملها مبادرة الحزام والطريق، وهنا لنا وقفة تعتبر المنطقة الاقتصادية للقناة مركزًا لوجيستيًا يعطى لطريق الحرير فى نسخته الحديثة زخمًا يفعل من تأثيراته الإيجابية على اقتصادات الدول التى يمر بها رغم أن البعض يرى أن المبادرة الصينية ليست فى صالح قناة السويس ولكن إذا دققنا النظر ووضعنا فى الاعتبار أن قناة السويس، نقطة تحكم نحو وجهتين جنوبًا إلى أفريقيا، وشمالًا إلى أوروبا، وفى الوقت نفسه يعتبر الطريق البرى القادم من الصين إلى دول الخليج العربى فمصر حتى الدول العربية فى شمال أفريقيا، شريانًا آخر يجب الاستفادة منه نكتشف أن طريق الحرير الجديد يتكامل مع هذا الممر الحيوى لربط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بالصين، على المستوى الإقليمى يساعد طريق الحرير فى تحسين العلاقات التجارية البينية العربية، أو دعم العلاقات التجارية العربية شرقًا مع الدول الآسيوية، وغربًا مع دول الاتحاد الأوروبى، ولعل القمة العربية التى ستنعقد فى تونس فرصة ذهبية، لكى يناقش القادة العرب آليات الاستفادة من مبادرة «الحزام والطريق»، على الأقل من الناحية الاقتصادية وتحسين الميزان التجارى العربى!

نافلة القول إن مشروع طريق الحرير الجديد رؤية جيوبوليتيكية متكاملة الأبعاد ويمثل محاولة صينية جرئية تتحدى به الولايات المتحدة للدخول إلى مرحلة كى تتبوأ بكين فيها مركزًا متقدمًا فى عالم اليوم!