النظافة ليست عنواناً للإيمان فقط، إنما دليل على الحضارة وبرهان للتقدم ودليل على الرقى.. وكل المجتمعات التى تقدمت وخطت خطوات واسعة للأمام وارتقت بشعوبها وقفزت قفزات مذهلة أذهلت العالم كله، تجدها قد انطلقت وهى على أرضية ثابتة وبدأت من النظافة فلا يمكن أن ترى أكوام القمامة التى نراها فى أماكن كثيرة فى بلادنا وتظل صامتاً.. والغريب والمزعج أننا لم نعد نحرك ساكناً أو يبدو أننا مللنا من الشكوى والإهمال وقلة الإمكانيات التى أصبحت حجة كل مسؤول عن ضبط هذه المنظومة التى أصبحت تؤرق الجميع.
واقترح أن يطلق على عام 2019 (عام النظافة) وأن يطلق الرئيس بنفسه مبادرة تنظيف كل شبر على أرض مصر، ويبدو أنه قدر الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتولى كل صغيرة وكبيرة فى كافة المجالات.. وبالفعل أصبحت مبادراته هى الضمانة الوحيدة لنجاح أى فكرة أو اقتراح لمصلحة هذا الوطن
والمؤكد أن العمل على نظافة كل شبر من أرض مصر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمبادرات الصحية التى أطلقها الرئيس ولاقت إقبالاً ونجاحاً كبيراً منها القضاء على فيروس سى وحملة (100 مليون صحة) التى أشاد بها العالم كله ومنظمة الصحة العالمية، والحملة الجديدة (نور حياة) والتى ترتبط بأمراض العيون وبدأت من المدارس وهى فكرة أكثر من رائعة وتأتى بنتائج إيجابية مستقبلاً، وهى أيضا لا تنفصل عن حملة القضاء على العشوائيات ذلك السرطان الذى كان ينهش فى جسد هذا الوطن وبدأ ينحصر وسوف يختفى تماماً بنهاية هذا العام لأن العشوائيات هى معقل الإهمال وموطن القمامة وعدم النظافة والأمراض.
وأعتقد أن الخطوة التى قامت بها الدولة والتى تتعلق بسفر مجموعة من الوزراء وكبار المسئولين إلى ألمانيا لزيارة مجموعة من المصانع التى تقوم بعمليات (تدوير القمامة) وتحويلها إلى مواد يتم معالجتها واستخدامها بشكل آمن ومضمون فى كل مناحى الحياة هو خطوة جيدة جداً وتدل على أن الدولة عازمة على إطلاق مبادرة تخص النظافة التى لو نجحنا فيها سنحقق طفرة كبيرة فى حياتنا خاصة أننا سنرفع مستوى الوعى عند المواطنين بالإقناع وليس بالقوانين والعقوبات والغرامات حتى يتعود المواطن على عدم إلقاء القمامة أو المخلفات فى الشارع أو فى البحر.. ووقتها سترى بلداً يضع قدماً بمنتهى القوة على طريق الرقى والتقدم لأن النظافة هى العنوان المعبر عن محتوى الجواب.. كما يقولون (الجواب باين من عنوانه).. شوارع نظيفة تعبر عن شعب متحضر على طريق التقدم والنجاح..