رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستطرد الثعلب غير الصديق العرب المزعوم قائلاً:

فى الواقع أن شارون احتضن الفكرة، ولكن فقط باعتبارها مرحلة لإيقاف الضغط العنيف من الرأى العام، بينما كان يؤجل البناء عن طريق البيروقراطية وطبعًا دون إزالة أى مستوطنات قائمة.

وفى يناير سنة 2003 عندما استطاع هزيمة التحدى الانتخابى الذى مثله أمرام ميتزنا عن حزب العمل الذى دافع عن فكرة الحاجز وإزالة المستوطنات التى أقيمت فى قطاع غزة، وكان ذلك الموقف الفعال فى ساحة تميزت بالارتباك، ولكن هزيمة ميتزنا شوهت الاستراتيجية الأصلية التى قدمها المدافعون عن الحاجز، وخلال الشهور التالية شعر شارون بقدرته على «اختطاف» الحاجز.

فقد أمر المنفذين بتحويله فى عمق الضفة الغربية وخطط لحاجز «شرقي» يعزل المنطقة الجبلية فى قلب الضفة عن وادى الأردن، وبهذه الطريقة ستحدد الحواجز التى ستحدد حدود «الدولة» الفلسطينية وتساعد على إنجاز خطة شارون لخلق دولة فلسطينية مفككة الوحدات محاطة بمستوطنات إسرائيلية، ولم يؤخر هذه الخطة سوى الضغط الأمريكى والميزانية الإسرائيلية التى ساعدت على إبطاء تنفيذ هذه الخطة.

وبالتوازى مع ذلك فإن بعض الدوائر اليمينية المعتدلة بدأت الكلام عن الحاجز المقترح كأساس لانسحاب محدود، بينما كان شارون يتعرض لنقد من عناصر الأمن الموجودة فى الخدمة والسابق ويحاول حشد رأى عام كبير خلفه من أجل مواجهة عملية سلام اخرى من اليسار زاعمًا أن إزالة بعض المستوطنات من غزة احتمال قائم.

يبدو أن بعض مؤيدى هذه الخطة من اليمين كانوا يعتقدون أنه بإزالة بعض المستوطنات من غزة ووضع الحاجز على حوالى 50٪ إلى 60٪ من الضفة الغربية وإعلانها «دولة» خالية من المستوطنين تنفيذًا للمرحلة الثانية من خارطة الطريق أنهم بهذه الطرقة سيفرضون حلاً سياسياً دائماً متجاهلين اعتراض الفلسطينيين والرأى العام الدولى لهذا الحل الذى هو بمثابة «دولة» فلسطينية من البانتوستانات مثلما كان فى جنوب أفريقيا خلال مرحلة الحكم العنصرى الأبيض.

كما أن خريطة الطريق التى بدأت سنة 2003 فى الربيع لا يبدو أنها تقدم أملًا ينقذ حل الدولتين، حتى لو افترضنا أن إسرائيل والفلسطينيين مدفوعون بمزيج من التأييد الأمريكى والضغط نجحوا فى إتمام الأدوار الموضحة فى المرحلة الأولى من خارطة الطريق «إنهاء العنف وتفكيك بنية الإرهاب وانسحابات إسرائيلية وتجميد الاستيطان» وهو جهد مضنٍ فإن من شبه المؤكد أن الفلسطينيين سيترددون فى المرحلة الثانية «دولة فلسطينية بحدود مؤقتة» فيما يتعلق بتمشيها مع فكرة شارون بالنسبة للحل النهائى، ستخشى منظمة التحرير الفلسطينية وبحق من أن شارون يريد أن ينهى المرحلة الثانية «بدولة» على مساحة حوالى 50٪ من الضفة الغربية وغزة، كما أنه ليس هناك احتمال أن شارون من جهة، والرئيس الفلسطينى عرفات من جهة أخرى «أو رئيس وزراء بعينه لأداء المهمة» قد يستطيعان بنجاح التفاوض على مرحلة ثالثة لحل نهائى، فالفجوة بين الجانبين بالنسبة للأرض ولحق العودة للفلسطينيين ولمدينة القدس كبيرة جدًا لا يستطيعان عبورها.

الواقع أن الفجوات الباقية بين إيهود باراك الأكثر اعتدالاً وعرفات سنة 2000/2001 قد توضح أنه حتى لو كانت هناك مبادرة إسرائيلية أكثر اعتدالًا من مبادرة شارون فإنها لن تنجح فى المدى القريب فى الوصول إلى اتفاق مع منظمة التحرير تحت قيادة زعاماتها الحالية.

وإلى الحلقة التالية.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد