رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

«لا داعى لأوتوبيس أرض أرض ينقلك إلى حيث تريد، لأن التاكسى الطائر سيفعلها!.. لا داعى لانتظار كهرباء تنتجها الدولة، لأنه سيتم تأمين احتياجاتك من الطاقة الكهربائية، حيثما كنت ووقتما تشاء، سوف تنتجها بنفسك وتتشاركها مع جيرانك!.. لا داعى للانتظار طويلاً فى طابور أطول حتى يحين دورك!.. فالخدمات الذكية ستصلك عبر الموبايل الخاص بك.. لا داعى للحياة بنفس الطريقة، فأدوات الحياة ستتغير بعد قليل!.. لا داعى للقلق بعد اليوم!.. لن تغضب مثلما حدث معك بالأمس.. لن تشكو موظفاً أتعبك أو أرهقك بـ«نصف دستة» أوراق وأختام وتوقيعات!.. لن يهزمك الروتين، ولن يجادلك أحد فى خدمتك».

ربما بدأت الآن تشكك فى سلامة عقل من يخبرك بما سبق!.. ستراه مجنوناً منكوشاً منفوشاً من أهل كوكب «زُحل»، وربما كائناً فضائياً لا يمت لكوكب الأرض بصلة!.

قبل أى شىء، هل كنت تتخيل جهاز التليفزيون بدون «إريال».. هل تصورت يوماً اختفاء الهاتف الشهير نوكيا 3310؟!.. هل اعتقدت فى لحظة ما بأن هاتفاً محمولاً مزوداً بشاشة تعمل باللمس ومُلحقاً به كاميرا دقيقة ستربطك بأحبابك وبأحلامك وبالخدمات التى تحتاج إليها فى نفس اللحظة التى تطلبها؟!.. هل تصورت بأن الكهرباء ربما تُصْنع من الهواء؟!.

من تجرّأ على إخبارك بذلك مع مطلع الألفية الجديدة، قد التصقت به -بالطبع- تهم الجنون والفلسفة والانفصال عن الواقع، وبمرور السنوات أصبحت الحياة اعتيادية بلا نوكيا، وبلا إريال!.

باختصار.. هل سألت نفسك: لماذا يبتكرون.. لماذا يخترعون؟!..

هل لأنه ابتكار لأجل الابتكار، أم لأجل إسعاد البشر؟!.. هل لأن هدف الحكومات هو إسعاد أهلها وتسهيل حياة الناس أم لأن لها دوراً آخر أسمى وأكبر؟!.

هنا السؤال الأهم: ماذا يعنى المستقبل بالنسبة للحكومات؟!.. هل عليها أن تبادر بصنعه؟!.. أم تنتظره فى ساحة جمركية حتى يأتى هو بإرادته وقتما يريد صُنّاعه ومخترعوه؟!.

فى القمة العالمية السابعة للحكومات التى اختتمت فعالياتها بدبى قبل أيام، بمشاركة أكثر من 4000 من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والمسئولين والخبراء والمختصين والذين يمثلون حوالى 140 دولة، تحدّث الجميع فى هذا العالم عن مستقبل خارق للعادة ينتظرنا على الأبواب.. عن ثورة قادمة فى حياة البشر.. عن ذكاء اصطناعى وتكنولوجيا واقع افتراضى تجعلك تعتقد أن شخصاً ما إلى جوارك الآن، بينما هو فى الحقيقة فى نقطة أخرى لا تعرفها فى هذا العالم.. عن حياة جديدة وأدوار مختلفة لحكومات المستقبل تفوق ما نتوقعه.. عن صحتك التى تعتنى بها الآلة.. عن قصص وحكايات من لحم ودم صنعت واقعاً مختلفاً وجديداً لمجتمعاتها.. عن فن وعلم إسعاد الشعوب والارتقاء بجودة حياتهم.. عن تنافس الدول والمدن فى تقديم أفضل الخدمات بأقل تكلفة.. عن تكنولوجيا قادمة ستغير وجه التاريخ.. عن إنسان آلى يخدمك.. عن قصتك التى لم تكتب بعد!.

هناك مشروعات ومبادرات فى مختلف مجالات الحياة قيد الإعداد والتجهيز حالياً من أجل عالم أفضل وحياة أفضل!.

هذا تاكسى طائر يخترق شوارع الهواء تعتزم مدينة دبى إطلاقه بعد قليل، وتلك صداقة لا غنى عنها مع البيئة والموارد الطبيعية المتجددة وغير المتجددة، لأنها أحلامك فى حياة أفضل، ورجاؤك فى حكومات تخدمك وتلبى حاجتك الإنسانية، وتشعر بك وبتطلعاتك نحو عالم من المستقبل يصنعه أولئك الحالمون الذى يقودون التغيير ولا ينتظرونه!.

تركب أوتوبيساً طائراً فى الهواء أم تنتظر دورك؟!.

كيف لنا الاستعداد -على الأقل- لاستقبال هذا القادم الغريب فى المستقبل؟!.. والأهم كيف نبادر بصنعه؟!.. كيف نصنع الحلم الجميل؟!..

فقط، فكّر فى شخص ما تعرفه جيداً، وقد استيقظ فى صباح نفس هذا اليوم من عام 2030م، ليكتشف أن إنساناً آلياً فى مواجهته، وليسقط مغشياً عليه من هول المفاجأة بأنها نهاية العالم قد حانت، وأن كائنات فضائية تهاجم الأرض!.

الابتكار.. حياة للحياة!

نبدأ من الأول

[email protected] com