رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن تانى

 

مصدر أشاع فعل.. أشاع يشيع.. إشاعة والمفعول شاع.. وأذاع الخبر نشره وأذاعه.

أعلنه وأفشاه.. أشاع الفوضى أو السر وشاع الشىء ظهر وانتشر ومفعول أذاع مذاع والفعل ذاع.. و«إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به» سورة النساء آية 83. ونبأ يذيع فى الناس عن حادثة موهومة وقعت أو يحتمل وقوعها.

ومن نافلة القول أن يشيع ويذيع وأشاع وأذاع أفعال فى الماضى والحاضر والمستقبل.. فالشائعة هى خبر مكذوب ويقابلها الحقيقة التى هى خبر صادق مدعوم بالأدلة والبراهين.. بون شاسع بين الحقيقة والخيال المريض الذى يزعم أباطيل صورها له عقل مريض تجاه الوطن والمواطنين.. والشائعة كما هو معلوم بالضرورة تصدر اليأس والقلق للناس وتدعوهم الى نقل الشائعة بزيادة وإضافة من عندهم فتصبح الشائعة كمستصغر الشرر فى مهدها ثم تتحول الى كرات من اللهب المشتعل الذى يختلط بالأوكسجين فيحرق كل أمجاد الوطن فعلماء النفس الاجتماعى يؤكدون أن الاستهواء هو تقبل أفكار الغير دون نقد أو تمحيص وهو ما نراه جلياً فى العامة من الناس بل أحياناً فى النخبة التى كان يجب عليها تحرى الدقة والنزاهة والموضوعية دون زيف أو بطلان أو تحيز أو تحريف بالزيادة أو النقصان وهذا ما يؤكده علماء الاجتماع فى أن الموضوعية هى التى تجعل الانسان متجرداً من نوازعه وأهوائه ونزواته فى الحكم على الأشخاص والأشياء وهو ما عبر عنه أميل دور كايم بأن الباحث عليه أن ينفصل عن الحقيقة موضع الاهتمام فى البحث وتحميلها على أنها أشياء.. وحقيقة الأمر أن شبكات التواصل الاجتماعى بل الخراب الاجتماعى والاتصال الجمعى أصبحت فى أيدى صبية صغار لا يدركون حركة التاريخ والواقع الذى تمر به البلاد.. وانتقال الشائعة  عبر الوسائط الاجتماعية أصبح مألوفاً بل إن الكل وليس البعض يتعامل معها كحقيقة وينقلها كما هى أو يزيد عليها حسب خياله الخصب أو أمراضه الاجتماعية والنفسية والبيئة التى نشأ فيها ونوازعه وشخصيته المريضة المختلة بوصفه شخصية سيكوباتية «عدوانية».. لذا فإن الشائعات تتطلب وعيا فرديا يتحول الى وعى جماعى ثم يتحول الى وعى مجتمعى عبر وسيلتين أولاهما السكوت على الشائعة وعدم الالتفات إليها لأن الرد عليها يتيح لنسبة أكبر فى المشاهدة وتناقلها على نطاق أوسع وثانيتهما المواجهة وهذا يتطلب من الدولة ومؤسساتها التى لها سيادة على أراضيها أن تفرض سيطرتها وهيمنتها على وسائل الاتصال الجماهيرى وشبكات التواصل الاجتماعى وأن يتم تغليظ العقوبات على مستخدمى المواقع التى تثير الفتنة فى نشر وتداول أخبار مكذوبة ومغلوطة لو صحت لاحترق الوطن لأن الأصل أن الأوطان باقية.. إن بدايات الاصلاح هى التجريم والتنفيذ.. فالجريمة تستوجب العقاب لأن من أمن العقاب أساء الأدب وهذا ما نراه جلياً وهناك نماذج من الشائعات سيتم ذكرها على سبيل التذكر والتعلم ففى حادثة الإفك والسيدة عائشة أم المؤمنين ذاعت الشائعة فى المدينة بعد غزوة بنى المصطلق، ومن آسف صدقها الرسول، لأنه بشر الى أن برأها رب العباد من فوق سبع سموات فى سورة النور.. والقصة معروفة لمن يريد الاستزادة فعليه أن يبحث.