رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لحظة من فضلك.. من الممكن أن تقتل انسانا دون أن تدرى، دون عمد أو  قصد.. يحق لك جهنم من أوسع أبوابها، فى ازدحام الطرق نفقد اعصابنا، تختنق، فنتعجل فنقتل قتيلا ولا نسير فى جنازته،  فى زحمة شوارعنا  علت أصوات الكلاكسات، بعد فترة ليست قصيرة، بدأت الإشارة الخضراء تفتح زراعيها معلنة السماح.. راحت كل سيارة تناطح الأخرى حتى تسبقها، ويواااا.. ويواااا  سرينة الإسعاف باغتت الكل، راجية كل من حولها أن يفسح لها الطريق لإنقاذ روح قد يفصلها عن عالم البرزخ ثوانى معدودة .. لا أحد يكترث.. الجميع مشغولون فى شق الطريق للافلات من الزحمة.. «الطريق لو سمحتم.. العربية البيضا تلزم اليمين.. وسع الطريق.. وسع الطريق» هكذا ناشد سائق الإسعاف  مرارًا وتكرارًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. استجابت السيارة البيضاء التى كانت تسبق  الإسعاف  للنداء وبدأت تتهادى حتى أخذت الجانب الأيمن.. وإذ بسيارة فارهة، يقودها شاب أرعن، أخذت مكان الإسعاف فى تحدى سافر.. قاسى القلب.. عديم الانسانية.. لا يعنيه الروح القابعة داخل عربة اعددت خصيصًا للحالات الحرجة.. هكذا وصفه كل من حوله.

انهالت على ذلك الأرعن سباب وشتائم من أهل المريض المجاورين للسائق، وبدلًا من أن يخجل  ويتنحى جانبا،  اعترض طريق   الإسعاف، فاتحًا باب مركبته على مصراعيها، معلنا هجومًا عنيفًا على من سبه من أهل المريض.. وكانت المفاجأة الصادمة.. آخر ما يتوقعه.. الشخص الكائن بجوار سائق الإسعاف أحد أقاربه.. ران على وجه  الكدر والسواد «فى ايه.. مين هنا؟!!!! يوسف.. ايه.. يوسف ابنى.. أو مال ابنى انا.. ماله..؟؟ ياعم خلصنا خلينا نلحق الولد حيموت.. أركب عربيتك وعدينا.. ركض الأرعن فى ذهول نحو سيارته وهو يكرر بصوت عال «مكلمتونيش ليه ليه..؟؟ رد عليه فى مراره وحسرة ماطط عنقه خارج شباك الإسعاف» افتح تلفونك وانت تعرف.

لم يكن مشهد عابر والسلام.. لا.. انها رسالة لكل قائدى السيارات.. ماذا لو كان فى سيارة الإسعاف ابنك أو بنتك.. أمك.. زوجتك.. صديقك.. أغلى انسان لديك.. تخيل أن من بداخلها أقرب الناس إلى قلبك وان حياتك تتوقف على حياته.. وقتها ستتمنى أن تنزل بنفسك وتخاطب كل سيارة على حده.. لتفسح الطريق  حقا.. القانون يمنح  سيارات الإسعاف أن تُخالف قواعد وآداب المرور،  وأن تسير عكس الاتجاه أو تكسر إشارة،  لكن ذلك لن يحدث كثيرًا بسبب  التكدس الرهيب والازدحام المميت..!!

وللأسف  عقوبة الجريمة لا تتناسب مع حجم الجرم  فالعقوبة لا تتعدى خصم نقطة من رصيد رخصة القيادة من 30 نقطة يمتلكها صاحب الرخصة، هل يعقل أن نقطة واحدة تساوى حياة؟!!!

حياة البنى آدم  قد تساوى نقطة فى القانون.. ولكنها لا تساوى كنوز الدنيا عند أب  يفقد وحيدة أو طفل يحرم من أمه.

 نطالب بتشديد العقوبة على كل من تسول له نفسه بتعطيل أو استهتار بانذار الإسعاف.. واتخاذ خطوات أكثر فاعلية من قبل وزارة الداخلية لتيسير حركة المرور خاصة مع بدء نصف العام الدراسى الثانى..  علينا جميعا إفساح الطريق  أمام سيارة إسعاف، فتأكد انك لن تصل لعملك أو  تحقق  ما تريد الا بمشيئة الله، فلا تتعجل..

فالثانية عند المريض تساوى حياة.

[email protected]