رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

 

الأيام تجرى بسرعة غريبة، أصبحنا نشك فى الـ24 ساعة التى قيل إنها كل يوم، لدرجة إننى فوجئت بأننى وصلت إلى العام التسعين!، كانت مفاجأة فيما يسمونه عيد الميلاد وسط شمع بلا عدد، بعد سبعين عاماً صحافة محترمة، وبدأت أفكر فى الأيام الباقية، هل تظل أياماً صحفية بعد أن جلس أحفادى على الكراسى العالية أم أحترم نفسى وسنى وأعتزل مثل حسين حجازى!

هناك حكاية طريفة فى هذا الخصوص.. ولكنها فى الكرة..

يحيى إمام كان حارس مرمى الزمالك منذ كان اسمه النادى المختلط، وظل يلعب حتى كبر ابنه حمادة إمام وأصبح كابتن الزمالك، قالوا ليحيى إمام «اختشى.. ابنك الكابتن الذى أصبح يتحكم فى الفريق وأصبح من حقه ألا يشركك فى الفريق وتجلس على الخط»! أبداً.. أبداً.. يحيى إمام مستمر يحرس مرمى الزمالك.. أصبح يقترب من الخمسين عاما بأسابيع، محمد حسن حلمى أشهر شخص التصق اسمه بالزمالك قال لزملائه: اتركوا مهمة اعتزله علىّ، دبر حلمى حكاية طريفة جعلت يحيى إمام يهرول إليه ويطلب أن يعتزل! تمرين ما.. يحيى يحرس المرمى.. ابنه حمادة أحرز فيه عدداً لا حصر له من الأهداف.. المدرجات تضحك!، وتهتف لحمادة، جرى يحيى نحو محمد حسن حلمى ليقول له: فى عرضك، هات ملابسى من حجرة الملابس وارميها فى وشى واطردنى من النادى!، كانت أيام.

****

لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟

فجأة قرأت فى الصحف كلاماً عن انتخابات نقابة الصحفيين، وأن الأخ الفاضل عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين أعلن أنه لن يرشح نفسه للدورة القادمة التى هى من حقه وفتح الباب لمن يريد ترشيح نفسه.

تعجبت من هذا الكلام، آخر انتخابات كانت منذ أسابيع، أو على الأكثر شهور، لم يمر أربع سنوات يقيناً على الانتخابات الأخيرة، فلماذا هذا الكلام، خاصة أن الأخ عبدالمحسن بالذات من خير من تولى مسئولية النقابة، أنصف العاملين خير إنصاف، أعطى أعلى زيادة فى كل فروع العطاء، علاوات جريئة لم يقدر عليها أحد من قبله، رفع البدل من 1380 جنيهاً إلى 1680 وزيادة فى المعاشات بنفس الجرأة، وغير ذلك، ثم حكاية المكتب النموذجى للشهر العقارى ومستشفى كبير للصحفيين وأسرهم، لتيسير كل الأمور أمام زملائه وبأقصى سرعة، وغير ذلك، كثير.

إذن.. ما الذى دفع الأخ الكبير أن يعلن خلو كرسيه بمجرد فتح باب الانتخابات الجديدة؟.. وما موعد هذه الانتخابات؟.. وهل هناك جديد من وراء الأبواب كان السبب فى هذا التخلى وهو النقيب الذى كان يتمناه جمهور الصحفيين والصحفيات خاصة فى هذه الأيام؟.. قال بسبب تفرغه لمهامه الكبرى كرئيس لمجلس إدارة الأهرام، وهو سبب غير مقنع، فالأهرام بالذات يسير بقوة الدفع منذ عام 1875 بعد الميلاد منذ أيام سليم باشا وبشارة باشا تكلا حينما كانت البداية مطبعة فقط فى الإسكندرية يحملان على ظهرهما صفحات الرصاص من مكتب متواضع إلى مكان المطبعة فى أحد أزقة ميدان المنشية لتتحول هذه الصفحات إلى ما كانوا يسمونه زمان «جورنال»!

****

ما علينا!

لا يوجد تبرير قط لبيان نقيب الصحفيين سوى أنه أراد أن يعطى فرصة طويلة للاتفاق على شخصية تصلح لإدارة النقابة فى الأيام القادمة.. فالصحافة تواجه الآن ظروفاً اقتصادية قاسية.. والمستقبل يحمل ما هو أسوأ.. بعض الصحف نزلت بعدد الصفحات إلى 14 صفحة بعد أن كانت 16 صفحة منذ أيام.. والأكثر صعوبة أن الحبر المستورد أيضاً لا يمكن اختصاره مثل الورق.. ولا ننسى أن التوزيع انخفض وأصبحت جريدة واحدة تكفى ديواناً حكومياً أو أسرة كبيرة.. والإعلانات من الصعب تحصيل المقابل المادى وأصبحت حكاية الدفع بضائع أو خدمات! هى السائدة!

مستقبل الصحافة عموماً فى العالم كله يواجه صعوبات للاستمرار.. التكنولوجيا المتطورة أصبحت أسرع من الصحف وبلا مقابل.. الصحف القومية مستمرة ببجاحة.. عشرون صفحة بلا خجل وإصدارات عديدة لا يقرأها أحد ومجلات بلا أى توزيع أو إعلانات.. وهذا إرهاق للميزانية وزيادة الضرائب علينا!

فعلاً.. النقيب الحالى عمل معجزات من أجل الصحفيين، ويبدو أنه رأى أن الصحافة نفسها تحتاج لمعجزات أخرى من نوع آخر.. رجل معجزات سياسية لا مادية!، فهل نجده؟، أرشح صاحب المقام الرفيع، مكرم محمد أحمد رجل الساعة والقرارات الجريئة بل أكثر من جريئة.