رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

 

أبواب من الجحيم  واجهتها إلهان عمر النائبة المسلمة فى الكونجرس الأمريكى قبل أن تقدم اعتذارها عن تويتة لها اعتبرت معادية للسامية والتى قالت فيها إن المال الذى تدفعه لوبيات اليهود لأعضاء بالكونجرس هو السبب فى دعم بلادها لإسرائيل.

معظم أعضاء حزبها من الديمقراطيين وبالطبع كل الجمهوريين هاجموا إلهان بضراوة وقد يكون فى جانب من مطالبهم صحيح لأن إلهان استخدمت تعبيرًا أمريكيًا دارجًا عندما استخدمت جملة « رضيع أسرة بنيامين » والذى يعنى عملة المئة دولار فى اتهامها لمنظمة « ايباك» اليهودية فى استخدام المال السياسى لدعم إسرائيل.

منتقدو إلهان قالوا إن من حقها توجيه ما تشاء من انتقادات للسياسة الإسرائيلية  أو الأمريكية لكن دون أن تستخدم أى تعبيرات فيها سخرية أو إساءة يشتم منها معاداة اليهود أو السامية، وهو ما استجابت له النائبة الأمريكية المحجبة ذات الأصول الصومالية، والتى قدمت اعتذارا عن تصريحاتها قالت إنه « لا لبس فيه »، وإنها لم تقصد الإساءة لليهود، وإنها تعترف فعلا بأن هناك من يعادون السامية مؤكدة امتنانها لزملائها اليهود الذين أطلعوها على التاريخ المؤلم للأفكار المعادية للسامية.

كان يمكن للأمر أن ينتهى عند هذا الحد، لكن الرئيس دونالد ترامب أراد أن يدلى بدلوه فى الموضوع ويثبت أنه نصير للديمقراطية وحقوق الانسان، فقال إن إلهان قدمت ما أسماه « اعتذارًا أعرج » لليهود، وإنها فى قرارة نفسها تعادى السامية لأنها على حد كلامه لم تعنِ أى كلمة واحدة من اعتذارها، مطالبا إلهان بأن تقدم استقالتها لأنه لا مكان لمعاداة السامية فى الكونجرس!

لكن الوجه الآخر الحقيقى لترامب لا علاقة له باحترام الأقليات فى بلاده أو اعترافه بحقوق الأصول العرقية من غير الجنس الأبيض بالإضافة لليهود طبعا، فللرجل سجل  حافل بالبذاءات ضد السود الذين يطلق عليهم فى جلساته الخاصة «الزنوج » كما قالت مساعدته السابقة « اوماروسا نيومان  »، ووصفه مهاجري أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية بالقادمين من المجارى، وإساءاته المتكررة للنساء ووصف بعضهن بالكلاب أو الخنازير.

إذا كان ترامب منصفًا فإن عليه هو شخصيا أن يستقيل  من منصبه قبل أن يطالب النائبة إلهان  بالاستقالة، لكن ترامب لن يفعلها، بل سيحارب من أجل الترشح لدورة ثانية مستندا إلى أكثر الكتلة التصويتية تشددا دينيا وتخلفا سياسيا وثقافيا من أتباع كنائس تنتمى لفئات من الإنجيليين يفسرون  آيات من الكتاب المقدس  بشكل لا يقبله أى عقل بأن دعم إسرائيل سوف يعجل بعودة المسيح على الأرض!

تناقضات ترامب العنصرية لا تخرج إلا من شخص وصفته اوماروسا نيومان بـ « المعتوه » فى كتابها الشهير الذى يحمل نفس العنوان  وحقق مبيعات فلكية فى أمريكا، لكن المشكلة الحقيقية أن هذا المعتوه العنصرى يرى أنه سيفرض السلام الشامل بين اليهود والفلسطينيين عبر «صفقة القرن» ، ويجد هنا أو هناك من يصدقه بل ويثنى عليه!