عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

كتبت لكم من قبل عن قصة السادات.. مع حسب الله الكفراوى.. وما تحويه تلك القصة من معنى ومغزى.. خاصة أنها تصدر من السادات.. هو فلاح مصرى أصيل.. قبل أن يكون رئيس دولة!

وﻻ مانع الآن من أن أعود لأذكركم بالقصة من جديد.. فقد أعلن السادات فى إحدى خطبه.. عن منح كل مواطن قطعة أرض ليبنى عليها داراً.. بسعر جنيه واحد فقط للمتر!

فذهب إليه الكفراوى - وكان وزيرًا للإسكان وقتها - صارخًا: إزاى يا ريس إذا كان ترفيق متر الأرض من ماء وكهرباء وصرف.. بيكلفنا 2 جنيه.. فكيف نبيعه بجنيه واحد يا ريس؟!

وهنا قال له السادات ضاحكًا: كلام الرؤساء لا يرد يا كفراوى.. ثم وجد حلًا سريعاً للأزمة بذكائه المعروف.. فقال للكفراوى: إذن أعلن للناس إن اللى عايز أرض بلا مرافق.. فليتقدم لشرائها بسعر جنيه واحد.. أما إذا رغب فى شرائها بالمرافق.. فليشتريها بـ2 جنيه للمتر الواحد.. فسعد الكفراوى بهذا الحل العبقرى!!

ولكن السادات قال كلمة عبقرية للكفراوى تصلح لأن تكون حكمة.. لكل زمان ومكان.. فقال السادات -موجهًا حديثه للكفراوى: اللى مالهوش بيت.. ملهوش وطن يا كفراوى!!

طبعاً صدق السادات.. فمن ليس له دار فى وطن.. من الصعب عليه أن يكون له وطن!

ومن هنا.. وبعد ارتفاع أسعار الشقق بشكل جنونى.. جعلت حلم المواطن العادى.. فى الحصول على شقة حلماً بعيد المنال.. رغم ما تقوم به الدولة.. من بناء إسكان لمحدودى الدخل.. إلا أنها غير كافية.. لتلبية مطالب كل الراغبين فى السكن والاستقرار.

لذلك أرى ضرورة أن نعود لحكمة السادات.. فلماذا لا تقوم وزارة الإسكان والمرافق.. بحساب تكلفة توصيل المرافق للمتر من الأرض فى المناطق الصحراوية.. من ماء وكهرباء وصرف وحتى الغاز.. وبعد ذلك تقوم ببيع الأرض للمواطنين.. بسعر التكلفة فقط لا غير.. ولتكن المساحة موحدة 150 مترًا مربعًا تقريبًا.. يعنى شبيهة بمشروع «ابنى بيتك».

أو أن تمنح الدولة.. نفس هذه المساحة للمواطن بالمجان.. نظير إقراره بتوصيل المرافق للأرض على نفقته الخاصة.. وهنا سيكون على مجموعة المواطنين المتسلمين للأرض بالمجان.. عليهم الاشتراك فى تحمل توصيل تكلفة المرافق للأرض فى منطقتهم. خاصة أن مصر تمتلك أرضاً صحراوية مترامية الأطراف.. ولا نستغل منها إلا أقل القليل.. ولو نفذنا فكرة العالم المصرى الكبير فاروق الباز.. لقمنا بحل هذه المشكلة.. فى كل مناطقنا الصحراوية فى مصر.. وأيضاً نكون بذلك قدمنا حلًا مناسباً.. لأزمة الإسكان فى بلدنا.

أتمنى أن تتبنى الحكومة.. هذه المبادرة الجديدة.. لأن لكل مواطن الحق فى دار يمتلكها على أرض وطنه.. حتى نعمق الولاء والانتماء للبلد.. فكما قال السادات: «اللى مالهوش دار.. مالهوش وطن»!