رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي فين؟

لم تغب مصر عن إفريقيا في أي وقت من الأوقات، لكنها حين تعود اليوم، تعود بقوة، وهي مؤمنة بدورها، وهلي علي يقين بأنها تعود إلي حضن القارة السمراء، وانها تؤدي واجبها بالذمة والصدق.. فلم تغلق مصر أبوابها في وجه اللاجئين ولم تتاجر بقضيتهم، ولم تتقاض عن ذلك أي مقابل.. تعود لتدرس ملف اللاجئين والمشردين، ولا تنسي "قضية مياه النيل"!

ترأست مصر أمس، الاتحاد الإفريقي، وانطلقت الدورة الـ32 لجمعية الاتحاد الإفريقي علي مستوي الرؤساء في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، وانعقدت القمة تحت شعار اللاجئون والعائدون والمشردون داخلياً.. نحو حلول دائمة للتشرد القسري في إفريقيا».. ومن المؤكد أن مصر قد ذهبت وفي رأسها حلول جذرية للظاهرة، قائمة أولاً علي" التوطين" لا "الاستضافة!"

لم أكن أتخيل كل هذا العدد من المشردين.. طبقاً لاحصائيات مركز رصد حالات التشرد، أكد أن عدد المشردين في عام 2018 وصل إلي 207 ملايين إفريقي، أي ما يعادل دولة من دولة إفريقيا الصغري.. يحدث هذا رغم الخيرات الوفيرة التي تتمتع بها القارة السمراء، والتي مازالت تسرق حتي الآن.. إما من قوي كبري خارجية، أو من وزراء "نافذين" في الداخل للأسف!

ويقع علي مصر في هذه الدورة عبء كبير جداً.. وأظن أن إفريقيا سوف تستثمر مكانة مصر لحل هذه الظاهرة المخيفة، وقد بدأ الرئيس مباشرة حديثه مع سكرتير عام الأمم المتحدة، "جرتيريشن" في هذا الأمر.. وأتمني أن تنجح مصر في توطين الأفارقة في بلادهم.. وأتمني أن توفر مناخ الحرية والأمن الاقتصادي لكل أبناء القارة فلا يضطرون للهروب للخارج!

فمصر تعود هذه المرة بإحساس من الثقة والرغبة في الإنجاز.. فقد سبق أن اتخذ الاتحاد الإفريقي موقفاً من الثورة المصرية وتم تجميد عضويتها، والآن تعود مصر زعيمة لهذا الاتحاد، بما يحقق من المعنويات التي كانت تحتاجها مصر أولاً.. وبالتالي أنت أمام منفعة مشتركة.. مصر تستفيد "معنوياً" من رئاستها، وإفريقيا تستفيد مادياً واقتصادياً من وجود مصر!

وبلا شك فإن الرئيس كانت عينة علي إفريقيا منذ أول يوم، فقد تحدث عنها في المؤتمر الدولي للشباب وقرر تقديم المنح وتدريب القادة، واعتبر أسوان عاصمة إفريقيا، كما التقي قادة إفريقيا في مؤتمر الكوميسا، وقرر أن تكون إفريقيا علي قمة اهتمامه بالاستثمار فيها والشراكة معها.. وعلي فكرة، لو تم استثمار ثروات إفريقيا ما احتاجت القارة البكر إلي أية مساعدات!

مصر هي الحضن الدافئ للأفارقة.. وهي الملاذ الآمن.. لا تصنع لهم معسكرات، ولا تلقي بهم في الصحراء.. وقد تلقت مصر إشادة أممية بهذا الخصوص.. لأنها لم تتاجر بهم، ولم تنتظر مقابل الاستضافة.. إنما تعاملت معهم باعتبارهم أشقاء.. لهم ما للمصريين سواء بسواء!