عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

نقف إجلالا واحتراما  لكلمات فضيلة الإمام الاكبر شيخ الازهر فى حضور  بابا الفاتيكان،  وعلى ارض ابو ظبى   فى المؤتمر الذى استضافته مؤخرا   محاميا ومدافعا  عن رسالات  الله الواحد الأحد   رسالات محمد وعيسى وموسى  عليهم وعلى انبياء الله ورسله أجمعين السلام . 

ولم تكن هذه الكلمة   هى الأولى  وإن شاء الله لن تكون الاخيرة.  فقد أعاد لنا فضيلة الإمام   المعانى   النبيلة  والقوية والحاسمة   لمعنى كلمة  شيخ المسلمين  وأعاد لنا   كيف كان  علماء الاسلام  الذين لم يرهبهم  ولا يخيفهم الا  الله وحده، فكانوا  خير  أمناء على رسالة الاسلام والمسلمين    تذكرنا  مواقفه  بمواقف  فضيلة الإمام الأكبر  جاد الحق على جاد الحق  الذى وقف فارسا  ومتصديا لكل  محاولات  الاساءة  الى الاسلام  من سلطة  وإرهاب  وإفك  المستغربين . 

ولا يمكن ان يتسع  المجال  لحصر  علماء  المسلمين  الذين هم من مدرسة   سلطان العلماء العز بن عبدالسلام   وكيف كانت آراؤه  وفتاواه  ودعمه لجيش المسلمين   فى عهد  الملك الصالح ايوب   وسيف الدين   قطز  الذى  هزموا  التتار وفلول الصليبيين ..  ما  أروعها من كلمات   التى قالها الإمام الطيب  فى وثيقة الأخوة الإنسانية : إن أول اسباب العالم المعاصر اليوم   انما يعود  الى غياب الضمير الانسانى  .. واضاف  فضيلته  أما الحروب التى انطلقت باسم «الأديان»، وقتلت الناس تحت لافتاتها فإنَّ الأديان لا تُسأل عنها، وإنما يُسأل عنها هذا النوع من السياسات الطائشة التى دأبت على استغلال بعض رجال الأديان وتوريطهم فى أغراضٍ لا يعرفها الدِّين ولا يحترمها، ونحن نقر بأن هناك من رجال الأديان مَن تأوَّل نصوصها المقدَّسة تأويلًا فاسدًا، لكنا لا نقر أبدًا بأن قراءة الدين قراءة أمينة نظيفة لا تسمح أبدًا لهؤلاء الضالين المضلين بالانتساب الصحيح إلى أى دين إلهي، ولا تُبرِّر لهم خيانة أمانتهم فى تبليغه للناس كما أنزله الله.

على أن هـذا الانحراف الموظَّف فى فهم النصوص ليس قاصرًا على نصوص الأديان واستغلالها فى العدوان على الناس، بل كثيرًا ما يحـدث مثله فى أسواق السياسة، حين تُقرأ نصوص المواثيق الدولية المتكفلة بحفظ السلام العالمى قراءة خاصَّة تبرر شنَّ الحروب على دول آمنة، وتدميرها على رؤوس شعوبها، ولا مانع بعد أن تقضى هذه السياسات شهواتها العدوانية البشعة.. لا مانع من الاعتذار للثكالى واليتامى والأرامل بأنها أخطأت الحساب والتقدير. والأمثلة على ذلك واضحة وضوح الشمس فى النهار.

  إن التاريخ   سيسجل  لشيخ الازهر  مواقفه   الاكثر صراحة ووضوحا وترجمة متصديا  بحكمة وموعظة حسنة   وهذا هو جوهر  الإسلام .   إن  كلمات   شيخ  الازهر  ليست فقط  فى  المؤتمرات  الاسلامية   او الازهر  او المناسبات،   بل  كلماته  وخطبه  فى المحافل  والبرلمانات  الدولية  اصبحت  مرجعية  لعلماء وأجيال الأزهر  ..   حفظ الله  الأزهر وشيخه  وعلماءه .