رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق الوحيد

رحل الأبنودى، عمل بنصيحة عمته يامنة التى كتب على لسانها أحد أشعاره، وأسلم الروح عندما ناداه الموت. اوعى تصدقها الدنيا غش فى غش!! إذا جاك الموت يا ولدى موت على طول واللى اتخطفوا فضلوا أحباب صاحيين فى القلب كأن محدش غاب. أول ما يجيك الموت.. افتح أول ما ينادى عليك.. اجلح انت الكسبان.. اوعى تحسبها حساب لا واد.. ولا بت.. ده زمن.. يوم ما يصدق كداب، سيبها لهم بالحال والمال وانفد.. اوعى تبص وراك.. الورث تراب وحيطان الأيام طين.. وعيالك بيك مش بيك عايشين!!

المبدعون لا يموتون، ستظل أشعار الأبنودى عايشة، كتب، وتكلم، وتألم، وقال أشعارًا فى كل المناسبات غنى للفرح، وللحزن، فى المناسبات السعيدة وفى الأوقات الصعبة هو شاعر مصرى، عربى، من عمق الصعيد زامل أمل دنقل ويحيى الطاهر، ورحل يوم ذكرى وفاة صلاح جاهين وسيد مكاوى وسيظل باقيًا فينا، فى قلوب النخبة والبسطاء.

فشل الدواء فى علاج علة الخال ووهن الجسد، وكان يرى أن تخليد الاسم أفضل من تخليد الجسد، وعبر عن ذلك قائلاً: يا عم شوفلك دواء مخالف، دوا الزمن ده ما يداويش هى البطولة تعيش اسمك ولا البطولة انك تعيش، تعيش الرسالة أفضل أم يحافظ على جسده بين الناس، مات الأبنودى، وترك اسمه، ورسالته وحلمه لمصر.

كتب الأبنودى عن المستقبل، عن مصر الجديدة، هنبنيها هنبنيها، هنزرعها ونحييها حقيقى مش هتتجمل ولا تحمل وهى نايمة كما هية، وانت قلب وروية ورؤية وحلم حرية.

بلادى حلم أولادى زرعها صبر ومودة أحايل فيها وأداوى عشان طرحلنا وردة أرويها ووريها وأقلب فى معانيها وأفرج غيرنا أراضيها وبحورها وموانيها.. برغم ظروفنا لا يهرول ولا تعجل ولا تشقلب ولا تحنجل تاريخ واقف ويسجل إذا تفكر هتتأمل وإذا تحملت هتكمل ويالا يا بكره هل بقى شعبنا شقى لكن جينا تسبقنا عناوينا ويسبق جهدنا إيدنا.. تسابق فى البعد غيرنا وادى الهمة مشتاقة واشتقنا ومين يقدر يضايقنا.

مصر خسرت أهم شاعر فى تاريخها، أشعاره شديدة المناسبة وشديدة العمق أثرى بها شعر العامية فى العالم العربى، كتب للبسطاء وكتب للنخبة، وكتب أغانى لكبار المطربين، غنى له العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أحلف بسماها وبترابها التى كان يراهن فيها الأبنودى على جمع شمل العرب وقوتهم، عندما قال احلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالقمح وبالمصنع احلف بالمدنة وبالمدفع بأولادى يأيامى الجاية ما تغيب الشمس العربية طول ما أنا عايش فوق الدنيا. الوداع يا خال، ستبقى كلماته رمزًا للوطنية والاطمئنان على المستقبل.

ودعتنا بكلماته الخال على لسان المطربة الكبيرة شادية: بصيت عليه فى الليل ماشى والدمعة حايرة مانازلاشى شايفاه بعيد بعيد.. بعيد بالفرحة والمواعيد.. بعيد بالذكريات والعيد مشى حبيبى وخلاشى وقالى الوداع.