رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

نحن نعيش حالة انفلات اجتماعى وانحلال أخلاقى عارمة.. اقرأ صفحات الحوادث ونوعية الجرائم الأخلاقية والعائلية التى تنشرها.. وأنظر الى مدى الانحدار الأخلاقى والفُجر والفُحش الذى يمارسه بعض الشباب على مواقع السوشيال ميديا.. وفى الشوارع أيضا.. لترى حقيقة ما وصلنا إليه.

هناك مرض عضال أصاب جسد المجتمع المصرى كاملاً.. سرطان يحتاج علاجًا خاصًا على جميع المستويات.. السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية.. والعائلية أيضا.

•• إذا أردت أن تعرف السبب

فتش عن العائلة.. الأسرة المفككة.. التعليم المنحط.. التجريف الثقافى.. انهيار القيم الأخلاقية والدينية.. سموم الإعلام الأصفر.. الغزو الفكرى الخارجى.. فشل أجهزة الإدارة.. غباء المنظومة الأمنية.. فوضى استغلال تقنيات الاتصال المتطورة.. سوء توزيع الثروات وإهدار مبدأ العدالة الاجتماعية.. انتشار «الجهل المقنَّع» بين الفئات المتعلمة.. والأكثر تعليمًا.. توحش الأنظمة السياسية واستغلالها الشعب لتحقيق أطماعها الشخصية.. واحتكارها لمقاليد الحكم والسلطة.. وأضف إلى ذلك كله المخدرات.

لكل هذه الأسباب مجتمعة تنتشر البلطجة.. والتطرف الدينى والفكري.. والهوس الجنسى والكروى والفني.. والشذوذ.. والاغتصاب.. والنهب.. والقتل.. والترويع.. والفحش.. والإلحاد.

•• لماذا

يصر شباب على البقاء فى الشوارع.. فى حالة ثورية وهمية غير واعية.. بينما يسيطر عليهم إيمان غير مبرر وغير منطقى بأنهم - وحدهم - أصحاب الحق فى تولى زمام القيادة ومقاليد السلطة باعتبارهم «أصحاب الثورة» الحقيقيين؟ لماذا يرفضون كل ما هو «آخر»، بينما يجهلون أنهم غير قادرين على تقديم النموذج البديل.. ولا يمتلكون امكانيات وآليات ما يريدون فرضه غصباً وعنوة على المجتمع؟!

•• لماذا

فشل «الإخوان المسلمون» وجماعات الإسلام السياسى المزعوم فى تثبيت دعائم حكمهم عندما تولوا السلطة.. وأخفقوا فى تقديم النموذج العملى لمفهوم «الدولة الاسلامية الرشيدة» الذين مازالوا - ورغم فشلهم - يتشدقون به.. ويرفعون من أجله رايات الجهاد.. ويزهقون تحت هذه الرايات الأرواح ويريقون الدماء ويستبيحون الأموال وينتهكون الأعراض.. وهم فى حالة «تغييب تام» عن الواقع.. وإدمان مذهل لتعاطى الأفكار المضللة الكاذبة والمغلوطة؟!

•• لماذا

يترك شاب بيته وأسرته.. وينزل إلى شارع مستهدفاً مطعماً يحمل اسماً أجنبياً أو بنكاً أو أتوبيس نقل عام أو سيارة شرطة أو مدرعة جيش أو قطار سكة حديد أو مبنى حكومياً ليفجره بقنبلة.. أو يفجر نفسه فيه ليموت متوهماً أنه يلقى الشهادة فى سبيل الله والدين.. وأنه ذاهب بعمله هذا إلى الجنة.. حتى لو كان قد قتل أبرياء.. ودون أن يسأل نفسه: هل يجوز أو يعقل أن يكون هذا فعلاً هو الطريق إلى الله؟!

•• لماذا

يهجر شاب أسرته وأهله وبيته.. ويخرج إلى سيناء حاملاً السلاح ليشهره.. ليس فى وجه عدو يريد احتلال الأرض.. ولكن فى وجه جيش بلده الذى قد يكون بين صفوفه أخوه أو أبوه أو أى فرد من أفراد أسرته.. يقتله بيده غير مبال بحرمة دم أو عرض أو مال؟!

•• لماذا

يخرج شاب بسلاح نارى أو أبيض قاطعاً الطريق.. ومروعاً للآمنين.. ومغتصباً لحقوق الغير.. وناشراً الفساد والخراب.. دون أدنى رادع أو وازع من دين أو أخلاق أو ضمير.. وقد يفقد حياته أو حريته ويقضى عمره كله فى غياهب السجون.. ولا يشعر للحظة واحدة بخوف أو حسرة أو ندم على ما اقترفت يداه من خطيئة وإجرام؟!

•• ولماذا

يخرج شاب من بيته.. بعلم أو بغير علم أسرته.. حاملاً علماً أو مرتدياً لباساً لناد رياضى أو فريق كرة.. ومخفياً بين طيات ملابسه مطواة أو جنزيراً أو خرطوشاً أو شمروخاً .. ويتوجه إلى ملعب رياضى عازماً على أن يخوض حرباً دموية قد يفقد فيها حياته أو يتسبب فى موت الآخرين.. متجاهلاً أو جاهلاً بفداحة الثمن الذى سيتكبده ويكبده غيره من وراء هذا العمل الطائش الغبى المجنون؟!

•• كل ذلك لأننا نعيش فى مجتمع مريض بالانفلات والانحلال.. ولا يمكن أن يستمر الحال هكذا دون علاج.. وإلا فمصيرنا المحتوم هو الانهيار والفناء.. لا قدر الله.