رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

منذ سنوات بعيدة وعمنا الكبير والصحفى القدير صلاح منتصر يحارب طواحين الدخان ويدعو إلى مقاطعة السجائر والمعسل وكل أنواع الكيف الهوائى وقد حضرت معارك صلاح منتصر والسعدنى حماسه المنقطع النظير ودعوته التى وجدت صدى لا مثيل له خصوصاً بين أهل الفن الكبار ومنهم فلتة كل العصور عادل إمام والعم الجميل عمدة الدراما العربية صلاح السعدنى وقد أعلن النجمان الكبيران الوقوف فى خندق واحد مع صلاح منتصر والانضمام إلى الكتيبة المقاتلة من أجل محاربة هذا الوباء الذى يتسبب فى أخطر أمراض الصدر للمدخنين وأيضاً لهؤلاء الذين أوقعهم حظهم التعيس فى طريق المدخنين فأصبحوا مدخنين بالعافية ورغماً عن أنوفهم فهم يشاركون بالتدخين لوجود مدخن عام ودائم إلى جوارهم وبالتالى فهم عرضة لنفس الأمراض مع أنهم لا يشاركون المدخن فى الكيف الذى يحصل لسعادته بفضل التدخين وكان عادل إمام هو والعم صلاح أشد تحمساً من صلاح منتصر وأعلنوها بالفم المليان أنهم اقلعوا عن التدخين وابتعدوا نهائياً عن كل مدخن بل وربما يكونوا نسيوا شكل السيجارة وطريقة تدخينها.. كنت أستمع إلى عمى صلاح وهو يؤكد لعم صلاح منتصر أن الحملة عظيمة جداً ولابد أن تستمر وأنه رأى السعدنى- يقف إلى جانبه قلباً وقالباً ثم يشير إلى شخصي الضعف وهو يعود إلى دور أبوالمكارم الأخرس الدور العبقرى الذى قدمه فى ستينيات القرن الماضى.. ويأمرني بالإشارة بأن أشعل له سيجارة وبالطبع كان السعدنى المتوسط صلاح لا يريد لصلاح منتصر على الجانب الآخر من التليفون أن يسمع صلاح وهو يشعل السيجارة.. وانتهت المكالمة وأطلقت ضحكة استنكارية.. رد عليها العم صلاح بضحكة من الأعماق وقال.. بس حلوه المشاركة بتاعتنا مع عمك صلاح منتصر دى.. والشىء العجيب أننى كنت بالفعل قد أقلعت عن التدخين بسبب أزمة صحية عنيفة توقف القفص الصدرى خلالها من أداء وظيفته السامية بعملية تبادل الأوكسجين بسبب التهاب شعبى حاد تحول إلى سدة رئوية ولولا عناية الله والصديق العزيز حسام بدراوى لربما أصبحت الآن من سكان القرافة أو البساتين.. فقد كدت أذهب ضحية لهذا الكيف اللعين الذى هو التدخين والذى تسبب فى كل الكوارث التى حلت بالسعدنى الكبير الولد الشقى محمود السعدنى.. والذى حذره الأطباء فى لندن وفى مصر من أن التدخين سوف يدمر حياته ويقضى عليه وأمره أحد الأطباء بالإقلاع فوراً عن التدخين أو سوف يحدث ما لا تحمد عقباه.. وامتثل السعدنى للمرة الأولى لأوامر الأطباء وأكثر من ذلك حكم على كل الأصحاب والاصدقاء المعارف والأهل والخلان بأن يقاطعوا عملية التدخين وكان أول ضحايا السعدنى فى هذا الأمر الحاج إبراهيم نافع الذى استمع إلى أوامر السعدنى ونفذها دون مناقشة ذلك لأنك مع السعدنى وكما قال عمى عبدالرحمن الخميسى لا يستطيع أن ننفذ أى رغبة ولكنك تمتثل لرغبات السعدنى وأنت سعيد ومدهوش لتنفيذ رغبات السعدنى وكبت رغباتك الخاصة وعلى هذا الأساس طلق الحاج إبراهيم معشوقته وكيفه الوحيد فى الحياة الشيشة.. وسط دهشة أهل الجيزة جميعاً.. فقد كانت الشيشة هى عشرة العمر كله مع الحاج إبراهيم نافع لم ينفصلا إلا للشديد القوى، ولكنه هذه المرة وبعد صدور فرمان السعدنى اضطر الحاج إبراهيم إلى الاذعان.. ولم يكن السعدنى فى حقيقة الأمر قد أقلع عن هوايته المحببة إلى قلبه بناء على حملة العم صلاح منتصر ولكنه خاف وللمرة الأولى فى حياته بسبب إلحاح الأطباء فى الأمر.. ومرت أشهر ثلاثة لم يعرف فيها السعدنى طعماً للنوم وتحول مزاجه وتبدلت أحواله.. وكان كل أصدقائه من الأطباء يؤكدون أن حالته الصحية عال العال ومنهم الطبيب العبقرى مازن نجا والدكتور عبدالمعز الجندى وصديقه الكبير إسماعيل سلام الذى أجرى فحصاً شاملاً للسعدنى.. وذات يوم وفى نادى الصحفيين والذى أنشأه السعدنى وحده بمجهود فردى واستولى عليه واحد اصلع الرأس والعقل.. جاء الزميل الصحفى الظريف حمدى حمادة وقال للسعدنى يا عم محمود انت كشفت على كل حاجة مش فاضل غير الأنف والأذن والحجرة وانت طول النهار والليل بتشتكى من الأنف وانسدادها.. تعالى نروح لعمنا هاشم فؤاد، وبالفعل ذهبنا ثلاثتنا السعدنى وحمدى حمادة وأنا وهناك استقبلنا الرجل الفاضل بالمراحب الحارة.. وهو يقول للسعدنى.. يعنى لازم تكون عيان علشان أشوفك يا محمود.. فقال له السعدنى.. أنا مش عيان.. انا زعلان بس مش عارف ليه.. وكشف هاشم فؤاد على السعدنى وقال له إنه لا يعانى من أى مرض على الاطلاق.. وبدأت دردشة ودية.. فقال هاشم فؤاد.. يا عم محمود فى أي شيء جد فى حياتك؟.. فنظر السعدنى ذات اليمين نحو حمدى وذات اليسار نحوى وقال.. زى إيه يا عمنا.. فعاد هاشم فؤاد ليقول.. أى حاجة حصلت زعلتك.. ويعقب ذلك بضحكة خبيثة ويقول.. حد «غالى» عندك مات.. وهنا يضحك السعدنى من أعماق قلبه ويكح من أمعائه.. وليس أعماقه وهو يقول.. ده مات من زمان بس أنا مش زعلان.. ويعود هاشم فؤاد ليقول يا عم محمود انت كنت طيب متعود على كل حاجة وبطلتها.. وعلى الفور يرد السعدنى.. آه السجاير.. وهنا يسأله هاشم فؤاد: انت عندك كمان سنة دلوقتى؟.. ويجيب «72 سنة».. فيقول هاشم فؤاد.. طيب انت يعنى خايف على مستقبلك.. ولا ناوى تتجوز ولا مش قادر على مصاريف السجاير؟.. وينادى هاشم فؤاد على التمرجي ويمنحه خمسة جنيهات ويقول هات علبة سجاير «روثمان» بسرعة.. ويقول السعدنى: لأ بلاش « روثمان » خليها «سيلك كات» ويصر هاشم فؤاد على الروثمان.. وعندما يعود التمرجى.. يفتح الطبيب العلبة ويمنح سيجارة للسعدنى وأخرى لحمدى وثالثة لشخصى الضعيف فأعتذر له بأنى لا أدخن، ويأخذها لنفسه ويشعل الجميع سجائرهم.. ويسحب السعدنى نفساً عميقاً وهو يقول:

اللهم صلى على النبى.. ربنا يخليك يا عم هاشم بيه.. ويرد الطيب الجميل.. استمتع يا سعدنى بكل حاجة وأوعى تبطل عادة بقى لها خمسين سنة مصحباك.. ده أنت أصيل وابن بلد والسيجارة دى زى الصاحب الجدع بالضبط.. ونتجه إلى مصطبة الحاج إبراهيم نافع فى الجيزة وبمجرد دخول السعدنى على الحاج إبراهيم ووسط أهالى الجيزة بالعشرات.. ينظر الحاج إبراهيم إلى السعدنى فيجده فى حال غير الحال سعيد ضاحك وجهه ترتسم عليه علامات الراحة.. فيقول.. ايه ده.. اللهم صلى على النبى مارادونا.. فيضحك السعدنى والجلوس.. ويقول السعدنى للحاج إبراهيم انت عندك كام سنة ياواد يا إبراهيم فيقول «63 سنة» ياعم محمود.. فيقول السعدنى وجاى تفكر فى المستقبل دلوقتى ويندهش إبراهيم نافع ولكنه لا يعلق فيعود السعدنى ليكمل.. انت ناوى تتجوز ويحمر وجه الحاج إبراهيم ويقول: هو فى ايه يا عم محمود.. يصرخ السعدنى.. قوم ولع الفحم وشغل الشيشة.. وهنا يتبدل حال العم إبراهيم وكأنه مسجون فى معتقل جوانتانامو أطلقوا سراحه.. يأتى بالشيشة بسرعة البرق ويسحب لها أنفاساً متلاحقة.. فقد فك الله «مزاجه» وعاد لمحبوبته كما ابتعد عنها بأوامر من السعدنى الكبير.

عمنا الكبير صلاح منتصر.. كل احبابك خانوك.. فى مسألة التدخين.

أحياك الله من أجل المزيد من المعارك ونسأل المولى عز وجل لك التوفيق بعيداً عن حكاية التدخين.