رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

الكثير منّا عندما يسمع لفظ قاض يعتقد أن القاضى هو فقط من يجلس على المنصة، ولكن فى حقيقة الأمر كلنا قضاة بحكم المهنة التى نشغلها، وإذا كانت مهنة القاضى تُثير الشفقة لأنها تتعلق بأموال وحياة ومستقبل ناس فبكلمة من قاضٍ قد تنهى حياة شخص أو تجعله يبدأ حياة جديدة، فكذلك الأمر بالنسبة للمهن الأخرى، فالدكتور الجامعى قاضٍ عندما يتعلق الأمر بمستقبل طالب فهناك دكاترة يتسمون بالعدل ويتعاملون مع طلابهم باللين والرحمة يراعون الله فى شرحهم للطلاب وأيضًا عند التصحيح، ومن يفعل غير ذلك فهناك خلل نفسى لديه، فمن يتعمد رسوب طالب ويعتبر درجات الطلاب سلاحاً بيده فهو مريض ويجب أن يعالج، كما هو الحال فى منصب القاضى هناك قضاة يتسمون بالعدل، وهناك قضاة ظالمون، هناك قاضٍ يتحرى الدقة فى أحكامه ولا يحكم بالهوى ويراعى الله عند النظر فى القضية والبحث فى الأدلة حتى صدور الحكم، وهناك من يفعل عكس ذلك وعقابهم عند الله، والمهندس أيضًا إذا لم يراع الله فى عمله يتسبب فى انهيار بناء ومن ثم ضياع الأرواح، وكذلك الطبيب بخطأ طبى قد يتسبب فى ذهاب أرواح، والشرطى أيضاً قد يتسبب فى ضياع مستقبل العديد من الأشخاص إذا تسرع فى القبض على الأشخاص وحجزهم ظلماً، وكذلك الأمر فى كل مهنة، وكلما شغل الشخص منصباً مهماً زادت عليه الأمانة التى تحدث عنها الله فى مُحكم كتابه فأبت السماوات والأرض على حملها وحملها الإنسان بظلم وجهل، فقد يعمل شخصان فى نفس المهنة ولكن يفترقان فى العمل، فهناك من يراعى الله فى عمله وهناك من لديهم عقد نفسية تظهر عليهم فى عملهم ويدفع ثمنها البعض فما يفرق بين شخص وآخر ليس مهنته بل عمله أى العمل داخل تلك المهنة.

والصفة التى يجب أن يتحلى بها الشخص فى كل المهن هى صفة لين القلب والرحمة، وصدق الله العظيم فى قوله تعالى «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، أى منصب قيادى بحاجة إلى معرفة قانون الالتفاف والانفضاض، فالرحمة بالقلب انعكست بالتعامل، فبسبب رحمة استقرت فى قلبك انعكست فى التعامل ليناً، هذا اللين جعل الناس يلتفون حولك، لو كنت منقطعاً عن الله لامتلأ القلب قسوة، ولانعكست القسوة على التعامل عندئذ ينفض الناس من حولك. فالمهنة ليست منصباً شخصياً بل أمانة منحها الله لك لمساعدة الغير ولو أساء الشخص استخدامها نزعها الله منه وتحولت تلك النعمة لنقمة والإنسان يسىء استخدام تلك المهنة عندما يظلم ولا يراعى الله فى عمله وعندما يستخدم مهنته سلاحاً فى وجه الضعفاء وأداة إكراه للبعض، فعندما يهدد شخص آخر بسلب حريته أى سجنه ظلماً أو إكراهه على عمل شىء لا يرغب فى عمله وإلا سلب منه مرتبه أو هدد دكتور أو مدرس طالباً بسلب درجاته فهو ظالم ولا يُصلح أى من هؤلاء لحمل تلك الأمانة.

 

[email protected]