رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أشار علىّ أستاذى رحمه الله أ. د. عز الدين إسماعيل عند إعدادى الرسالة للحصول على الماجستير، أن أبدأ أول حلقة فى مشروعه الكبير وهو دراسة تراث المسرح المصرى من يعقوب صنوع إلى أبوخليل القبانى إلى محمد عثمان جلال ثم إبراهيم رمزى وأمين صدقى وبديع خيري.. إلخ.

كانت المشكلة الأولى كيف أعثر على أعداد أبو نظارة أو جيمس سنوا أو صنوع كاملة، إذ كنت قد عثرت على الأعداد الأولى منها فى دار الكتب المصرية طبعة الإسكندرية وكيف أعثر على مسرحياته غير المنشورة فى كتاب أ.د. محمد يوسف نجم، وأوضح أولاً أن اسم صنوع هو صَنْوَع باللغة العبرية أى الصادق أو قائل الحق، وأطلق عليه الفرنسيون صنوا لأن العين تنطق ألفاً فى اللغات ذات الأصل اللاتيني.

سافرت فى عام 1977 إلى باريس وتقابلت مع لولى صنوع ابنة يعقوب صنوع وعثرت عندها على بعض أعداد المجلة ومذكراته وقمت بزيارة مقبرة جيمس سنوا فى مدافن اليهود بباريس، وعدت إلى القاهرة ولم أعثر على كل ما أريد فالباحث طماع، وعثرت على مسرحية الزوج الخائن التى كتبها صنوع باللغة الإيطالية فى دار الكتب المصرية.

علمت أن أ.د محمد يوسف نجم يمتلك جميع أعداد المجلة «مجلة أبو نظارة» المنشورة فى باريس فسافرت لمقابلته إلى بيروت إذ كان يقوم بالتدريس فى الجامعة الأمريكية هناك واشتريت منه جميع أعداد المجلة.

علمت أن جانيت تاجر قد نشرت مقالاً فى المسرح المصرى وخصصت جزءاً ليعقوب صنوع باللغة الفرنسية فى الكراسات المصرية ولم أعثر على هذه الكراسات إلا عندما أشار علىّ أستاذى بالبحث عنها فى مكاتب الكنائس وهو يعلم أية كنيسة، ولكنه أراد أن يعلمنى كيف أبحث، وكيف أطلع على الكتب الموجودة فى الكنائس المصرية، وقد عثرت بصعوبة أخيراً على الكراسات المصرية فى مكتبة كنيسة الآباء دومينكان، حيث تقابلت مع الأب جورج قنواتى الذى ساعدنى فى هذه المهمة وتحاورت معه فى كثير من القضايا فهو عالم جليل رحمه الله.

هذه هى بعض الصعوبات التى وجدتها حتى كتبت مسرح يعقوب صنوع ثم جمعت بعض لعباته التياترية فى كتاب اللعبات التياترية المطبوع فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، قام المخرج مهدى الحسينى بإخراج بعض اللعبات التياترية للمسرح وقمت بإعداد المادة العلمية وقدمت المسرحية فى مسرح سيدنا الحسين كما أتذكر بعد الانتهاء من الكتاب اكتشفت أن أحد الأساتذة المتفرغين حالياً قد سرق كتابى كاملاً منذ أكثر من ثلاثين عاماً وحصل به على درجة علمية قائلاً: الله ستار حليم.

طلب منى أحد أساتذتى أ.د إبراهيم عبدالرحمن رحمه الله مساعدة أحد طلابه د. سيد على إسماعيل فى كتابة دراسة فى مسرح يعقوب صنوع فسمحت له بتصوير المجلة كلها ومسرحية الزوج الخائن وألبوم أبو نظارة ظناً منى أنه سيضيف الجديد، وتكون المفاجأة أنه كتب محاكمة يعقوب صنوع ليثبت عبثاً أنه ليس رائداً للمسرح المصرى وقام بتصوير أجزاء كثيرة من المجلة دون سبب ثم طبع ألبوم أبو نظارة وكان هذا هو الكتاب الثانى فى صنوع وقام أ.د محمد يوسف نجم رحمه الله بالرد عليه فى عدة مقالات ليثبت أن صنوع هو رائد المسرح المصري.

أما عن مسرحية الزوج الخائن التى كتبها صنوع باللغة الإيطالية وأشرت فى كتابى بأننى عثرت عليها فى دار الكتب المصرية رقم إيداع 1508 أدب، واستشهدت بأجزاء منها (انظر ص72 من الكتاب) ثم قدمت لها بعد أن ترجمها د. سمير مرقص ونشرتها ولكننى اكتشفت أن أ.د سيد على لم يتركها بل قام بإهدائها إلى أستاذة فى قسم اللغة الإيطالية بجامعة حلوان لتتوهم أنها هى التى اكتشفت هذه المسرحية.

عاد أ.د سيد على إلى صنوع رابعاً فكتب كتاباً بعنوان الثورة المهدية فى المسرح المصرى د. سيد على ليوهم المتلقى أن الكتاب من تأليفه، فهو لم يذكر فى الغلاف أو فى الصفحة الأولى أسماء المؤلفين المسرحيين وأسماء المسرحيات الموجودة فى الكتاب، وبالاطلاع على الكتاب وجدت أنه جمع بعض اللعبات التياترية ليعقوب صنوع الخاصة بالثورة المهدية مثل: يلا بنا على السودان - فتح بربر، وقد أتيت بهما فى كتاب اللعبات التياترية، ثم يا مسكين يا سودانى، والغريب أنه أطلق على محاورات صنوع مصطلح لعبات مثل محاورة فتح الخرطوم ووحشنة الإنجليز وعدم رحمتهم ولا علاقة لهما بالدراما الصحفية أو اللعبات، ولكن جاء بهما لمجرد الحشو، ثم تضمن الكتاب مسرحية المهدى وفتح السودان لنجيب الحداد ثم مسرحية تحت العلم لعبدالرحمن رشدي.

وهذا هو الكتاب الرابع فى يعقوب صنوع فقد استولد أ.د سيد على أربعة كتب من كتابى بعد إضافة صفحات من المجلة لا علاقة لها بموضوع الكتاب، علماً بأننى عندما علمت بذلك قمت بإهداء المجلة إلى دار الكتب المصرية وأصبحت فى متناول الجميع وهى موجودة الآن على النت وتنتظر الدارس الصادق.

علمت أن جامعة حيفا قد ترجمت كتابى إلى اللغة العبرية دون إذن منى، وأخيراً جاءت باحثة سويسرية جادة تدعى إليان إلى القاهرة وقمت بمساعدتها فى كتابة رسالتها فى الحركة الفكرية فى مصر آنذاك، واستشهدت بيعقوب صنوع وبمحمد عبده وبجمال الدين الأفغانى واستطاعت أن تدرس فكرهم دراسة جيدة.

كانت المفاجأة أو القنبلة المدوية التى فجرها أ.د سيد على هى أنه ادعى عدم وجود صنوع أصلاً، فيقول فى مؤتمر نقد التجربة همزة وصل - مهرجان المسرح المصرى هذا العام فى شهر يناير 2019 إذا ابتعدنا عن مذكراته وعن المجلة التى أسسها فى الإسكندرية ثم باريس وعن أعماله فلن يكون موجوداً، وأقول أنا إذا ابتعدنا عن حياتنا وعن مؤلفاتنا وعن قبرنا فلن نكون بطبيعة الحال موجودين وكانت حجته فى ذلك أنه لم يعثر على اسمه فى الدوريات والصحف آنذاك، وهناك فرق كبير بين عدم استطاعتى على العثور على المصادر وبين إغفال وجود الكاتب نفسه، إذ وجد أ.د نبيل بهجت إعلاناً فى مجلة «الجوائب1871» عن جيمس سنوا علماً بأن الدوريات فى هذه الفترة كانت نادرة والأندر منها أن تكتب فى المسرح ذلك الفن الوليد.

شاركت فى ندوة «همزة وصل» بمهرجان المسرح العربى ووجدت أن اللجنة العلمية قد بدأت الدراسات من 1905 إلى 1952 وتساءلت: لماذا أغفلوا أكثر من ثلاثين عاماً من تاريخ مسرحنا المصرى الذى تأسس فى عهد يعقوب صنوع فى 1872 وهل كان هذا الإغفال نتيجة لإنكار أ.د سيد على وجود صنوع أم سيتم عقد ندوة أخرى لتبدأ من 1872 إلى 1952؟ أم كان سبب هذا الاختيار أن تكون مدة الخمسين عاماً مقرونة بنشأة حزب مصطفى كامل 1907 وما علاقة الأحزاب هنا بالمسرح؟ لا أعلم، ولماذا لا تكون المدة ثمانين عاماً بدلاً من خمسين عاماً؟.

لهذا كله قررت إعادة كتابة مسرح يعقوب صنوع رائد المسرح المصرى لأنهى هذه المهزلة حتى يتأكد الجميع من ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري.

وأخيراً أعد القارئ باستكمال حكايتى مع كتاب مسرح يعقوب صنوع فى الأسبوع القادم لتأتى الحلقة الثالثة فى الأسبوع الثالث، وهى حكايتى مع كتاب التمصير فى المسرح المصرى من الحرب العالمية الأولى إلى الثانية.

 

أستاذ بكلية الآداب جامعة الزقازيق